رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 كالعادة.. وبعد جريمة بئر العبد الإرهابية الأخيرة.. يخرج الإعلامى «أبو جاعورة».. ومعه قطيع من «هبيدة السوشيال ميديا».. ليصبوا نيران غضبهم على شيخ الأزهر.. ويدعونه للتنحى أو الاستقالة.. ويحملونه مسئولية انتشار الأفكار التكفيرية والإرهابية لأنه يرفض إصدار فتوى بتكفير «داعش» وأخواته من التنظيمات والعصابات الإرهابية.. وكأن إصدار فتوى التكفير هذه كانت ستمنع هؤلاء التكفيريين من سفك دماء الأبرياء!

< ومرة="">

نرد على هؤلاء الذين يلحون فى السؤال: لماذا لا يصدر الأزهر فتوى بتكفير داعش؟.. ونسألهم بدورنا: وماذا بعد أن يكفر الأزهر «داعش»؟! هل يدخلهم الله النار؟ وهل ينتظر الله فتوى أو موافقة من الأزهر ليعذب الذين كفروا؟!.. حاشا لله.

وهل هذه الفتوى ضرورية لتحليل قتل الدواعش؟.. هل نحن ننتظر فتوى الأزهر لنقتل القاتل ونقيم عليه حد الله.. ولا نستطيع أن نفعل ذلك دون تكفيره؟.. ألا تقام الحدود وتنفذ أحكام القصاص على المسلمين أيضًا.. أليس من الدين أن القاتل يُقتل ولو بعد حين؟.. أليس من الدين أن «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».. وهل يُشترط تكفير القاتل حتى نقتص منه للمقتول؟!

ثم.. هل للأزهر أو لغيره أن يوزع صكوك الإيمان أو مسوح الغفران أو يفتئت على حق من حقوق الله؟ حاشا لله.

التكفير حق لله.. ولا يجوز تكفير إلا من كفره الله.. وقد علمنا أئمة الإسلام أن «أهل العلم والسنَّة لا يكفِّرون مَن خالفهم، وأن كان ذلك المخالف يكفِّرُهم؛ لأنَّ الكفر حكمٌ شرعيٌّ، فليس للإنسان أن يُعاقب بِمثله، كمَن كذَب عليْك، وزنى بأهلِك، ليس لك أن تكذِب عليه وتزنى بأهله؛ لأنَّ الكذِب والزِّنا حرامٌ لحقِّ الله، وكذلِك التَّكفير».. هذه مسألة محسومة فقهيًا وشرعيًا.

< ومع="">

فإن رأى شيخ الأزهر واضح تمامًا فى هذه المسألة الشرعية.. وأوضحه جليًا فى الكلمة التى ألقاها من فوق منبر مسجد الروضة فى بئر العبد عقب العملية الإرهابية الخسيسة فى أواخر نوفمبر 2017 والتى راح ضحيتها 310 من المصلين وأصيب عشرات آخرون برصاص الإرهابيين أثناء صلاة الجمعة.. فقد أعلن شيخ الأزهر فى كلمته أن هؤلاء «القَتَلَة الذين اجترؤوا على الله ورسوله، وسفكوا هذه الدِّماءَ الطَّاهِرة فى بيتٍ من بيوتِه؛ خوارج وبُغاة ومُفسِدُون فى الأرض، وتاريخهم فى قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف ومحفوظ».. مؤكدًا أن النبى «أمر بقتلهم وتعقُّبهم، ووَعَد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة».

ما الذى يمكن أن تضيفه فتوى التكفير بعد هذا الكلام الشرعى الواضح؟

<>

الأزهر لم يفت بتكفير ولا بإيمان «داعش».. ولا ينبغى له ذلك.. بل هو يمتنع عن إصدار مثل هذه الفتوى من باب درء الفتن.. وكذلك لاعتبار أن ذلك يعد افتئاتًا على حق من حقوق الله.. وهو وحده صاحب الحق فى الحكم بالكفر والإيمان.

فالأزهر لم يقل إن «الدواعش» مؤمنون.. ومن يتعاطفون معهم لا يستندون إلى شرعية يمنحها لهم الأزهر.. لأنهم أصلًا يكفرون الأزهر وعلماءه.. ولن يلتفتوا إلى فتوى يصدرها بتكفير داعش..

ثم دعونا نسأل مرة أخرى: ما الذى نريده تحديدًا من الأزهر؟ ومن هذا الشرير الذى يريد دفع الأزهر دفعًا إلى إصدار فتاوى التكفير؟! ولماذا يتم توجيه السهام عمدًا إلى الأزهر الشريف إذا لم يكن الهدف من ذلك هو هدم المؤسسة الدينية الوسطية المعتدلة لصالح قوى التطرف والإرهاب.. تمامًا مثلما تسعى قوى الشر والعدوان إلى محاولة هدم المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية وباقى مؤسسات الدولة.. وصولًا إلى إسقاط الدولة بأكملها فى مستنقعات الفتنة والاقتتال والتفتيت؟!

< لذلك="">

 إن واجبنا جميعا هو أن ننأى بالأزهر.. والكنيسة.. وكل المؤسسات الدينية عن التورط فيما يروج له أعداؤنا من أن ما يحدث هو حرب دينية بين مؤمنين وكفار أو بين مسلمين ومسيحيين.. أو طائفية بين سُنة وشِيعة.. ليشغلوا الناس عن حقيقة الدوافع التآمرية السياسية والاستعمارية التى يحركون بها «داعش» وأمثالها من خلف ستار الدين.

إن ما يفعله الآن أصحاب هذه الدعوة التكفيرية الخبيثة هو أنهم يحاولون حرق الأزهر «منارة العلوم الإسلامية».. مثلما حاولوا من قبل تدمير «المؤسسة الدينية المسيحية» واستهدفوا شعبها ومنشآتها بجرائم القتل والحرق والتفجير.. وفى مواجهة ذلك لابد أن نستفيق جميعًا وندرك أن معركتنا الحقيقية هى معركة دولة تتصدى لمؤامرة استعمارية متعددة الأطراف والأهداف.. وما لم تكن هذه الدولة متماسكة من داخلها وصلبة بشعبها ومؤسساتها الاجتماعية والدينية والعسكرية.. فلن يُكتب لها الانتصار.