عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

سؤال بسيط ظللت طوال أيام «محنة الكورونا» أطرحه على كل من أقابله أو أسمعه يتحدث عن هذا «المرض الملعون» الذى سيؤدى الى فناء البشرية.. وكأن كل من يصاب به ميت لا محالة.. على عكس ما هو حادث بالفعل.. أسأل هذا المذعور: هل أنت تعرف فى محيط سكنك أو عملك أو حياتك بشكل عام أو فى محيط قريب أو صديق لك أو أحد معارفك شخصا مرض بفيروس الكورونا او مات به.. ولم يعلم أحد به.. أو لم تشمله الأرقام الإحصائية الرسمية التى تعلنها وزارة الصحة يوميا.. والتى نراها ويراها العلماء والمتخصصون أنفسهم أنها حتى الآن أقل بكثير جدا من مصابى وضحايا أى مرض معد آخر.. بما فى ذلك «الأنفلونزا الموسمية» التى تنتشر بيننا كل شتاء ونتعايش معها بمنتهى البساطة.. وهى بالمناسبة تتسبب فى الوفاة أيضا؟

ودائما تكون الإجابة بالنفي.. ويكون السؤال المنطقى التالى هو: لماذا إذن تشعرون بكل هذا الهلع؟!     

 

<>

من أناس يستكثرون على أنفسهم أو علينا العودة لنعيش من جديد فى هدوء وسلام.. ونتحرر من أسر هذا «الشبح» الذى حبسنا بين الجدران الرعب والخوف.. وخرب بيوتا.. وقطف أرواحا.. وأذل أعناق رجال فشلوا فى توفير لقمة خبز يسدون بها جوع أطفالهم.. ووضع الكثيرين أمام خيارين كلاهما مر.. إما الموت مرضا أو الموت رعبا وجوعا !!.

يدهشنا إصرار هؤلاء على الاستسلام لحالة العجز التى أحاطوا أنفسهم بها.. ورفضهم التام للخروج من جحورهم.. وسخريتهم من فكرة «التعايش مع المرض» لحين اكتشاف علاج ناجع وحاسم له.. واعتبارهم أن هذه الفكرة تعنى التضحية بحياة البشر.. وأنه من الأفضل أن نتعايش مع هذا «الخراب» ونظل محبوسين داخل بيوتنا.. الى أن يأتى «الفرج»..!!

أعلم أن الذين يقولون ذلك الآن لأنهم لديهم القدرة المالية على مواجهة أعباء بلا عمل.. إما لأن لديهم مدخرات تحميهم أو مستمرون فى تقاضى رواتبهم لقدرة جهات عملهم على تحمل الخسائر.. وسيكونون إذا نفدت مدخراتهم أو توقفت رواتبهم هم أول من يفزعون ويخرجون للعمل.

 

<>

لم يفهموا جيدا فكرة «التعايش» التى كنا أول من أيدها.. وقلنا إنها هى الخيار الأفضل الذى اتجهت إليه كل دول العالم.. بما فى ذلك الدول الاكثر تأثرا بالوباء.. نظرا لخطورة التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية المدمرة الناتجة عن استمرار إجراءات الإغلاق.. خاصة أن كل الآراء العلمية أجمعت على أن التوصل الى علاج المرض لن يكون قبل عام كامل أو 18 شهرا.

هذا لا يعنى أبدا أننا ندعو الناس الى التعامل بإهمال مع الوضع أو أن الوباء انتهى وزالت خطورته.. كما لا يعنى فى نفس الوقت أننا ندعو الى  «تمرد شعبي» على الإجراءات الاحترازية التى تطبقها الدولة.. لكن على الجميع أن يعوا.. وهذا دور أجهزة الإعلام والتوعية.. أن هذا التعايش له أيضا ضوابط وقواعد تحكمه.. ومعناه الحقيقى هو العودة الى الحياة والعمل.. مع الحرص الكامل على الوقاية والحذر فى نفس الوقت.. وليس الإهمال الكامل.. والفوضى.. وليكن الدرس الأول والأهم الذى استفدناه من هذه المحنة هو أن تكون النظافة والوقاية بالنسبة لنا «أسلوب حياة» دائما.. وليس وسيلة مؤقتة لمواجهة ظرف طارئ فقط.

 

<>

عرضت وزيرة الصحة معلومات وارقاما مهمة حول الموقف الحالى لمستشفيات العزل.. من حيث التجهيزات والإمكانات.. وقالت إن هناك 17 مستشفى عزل على مستوى الجمهورية.. يبلغ عدد الأسرة بها 3214 سريراً.. وتضم 527 سرير عناية مركزة.. 413 جهاز تنفس صناعي.. كما أشارت إلى أن المقار التى تم تجهيزها لاستقبال المرضى ذوى الحالات الأقل خطورة يبلغ عددها 13 منشأة بينها مدن جامعية ونزل شباب.. ويبلغ عدد الأسرة بها 2288 سريراً.. وبلغ عدد المحولين إليها حتى الآن 1374 حالة.. أى أكثر من 50% من طاقة استيعابها.

هذه الأرقام تعنى أن الإمكانيات محدودة ولن تكون كافية إذا ما تضاعفت أعداد الإصابات.. وهو ما يقتضى بالفعل السير بحذر من أجل الحفاظ على أو تقليل معدلات الإصابة الحالية.. فكيف يتحقق ذلك مع فكرة التعايش؟!.

 

<>

هناك إجراءات وشروط تقتضيها خطة التعايش.. وعلى رأسها استمرار غلق الأماكن التى تسبب خطراً شديداً لنقل العدوى.. والأهم من ذلك حزمة قواعد عامة لا بد أن يلتزم بها كل مواطن.. قواعد تتعلق بالالتزام بمتطلبات السلامة العامة.. وهذه القواعد هى مسئولية المواطن نفسه.. فمن استطاع حتى الآن أن يحافظ على نفسه وسط ذروة المرض.. لن يعجز عن الاستمرار فى ذلك إذا اضطر الى الخروج للعمل.