رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

مع بداية شهر رمضان المعظم انطلق سباق الأعمال الدرامية، ولأنى من غير المتتبعين للمسلسلات، لاحظت اهتماماً غير عادى من ابنتى بمسلسل «النهاية» والذى تجرى أحداثه فى المستقبل، وما جعله جذابا سيطرة التكنولوجيا التى تستخدم فى كافة أحداثه، وهو ما لم نعتده فى أعمالنا الدرامية فى منطقتنا العربية من قبل، وغالبا ما كنا نشاهد استخدام التكنولوجيا فى أفلام الخيال العلمى الهوليودية، بعيداً عن نفس السيناريوهات المعتادة من حب، و طلاق، وبلطجة، وهو ما جعلنى أتابعه من باب الفضول، ومع انطلاق الحلقة الأولى، تضمنت مشهدًا لأطفال فى فصل دراسى فى عام 2120 يتعلمون عن «حرب تحرير القدس»، ويقول أحد المدرسين: «كانت أمريكا الداعم الرئيسى للدولة الصهيونية»، فى حين ظهرت خريطة ثلاثية الأبعاد للولايات المتحدة أمام الفصل الدراسي.

وأضاف المعلم فى المسلسل «عندما حان الوقت لتتخلص الدول العربية من عدوها اللدود، اندلعت حرب سميت باسم «حرب تحرير القدس»، وأن الحرب انتهت بسرعة، وتسببت فى تدمير دولة إسرائيل الصهيونية بعد أقل من 100 عام من قيامها، وهرب معظم المستوطنين فى دولة الاحتلال، وعادوا إلى بلدانهم الأصلية فى أوروبا، وتفتت الولايات المتحدة لعدة دول. لم تمض ساعات قليلة من إذاعة الحلقة، وأصبح المسلسل يتصدر قائمة الأكثر بحثا على موقع «جوجل»، وترند على تويتر، وحقق نجاحا جماهيرا كبيرا، لكن إسرائيل التى تعانى من حالة جمود سياسى غير مسبوق، بعد إجراء ثلاثة انتخابات نيابية خلال عام لم يتمكن أي من الأحزاب من تشكيل حكومة، واضطر نتنياهو والذى يواجه «اتهامات جنائية» أن يتحالف مع غريمة بينى جانتس ويشكلا حكومة وحدة، أزعجها مشهد فى مسلسل خيالى، ولم تستطع أن تمارس فضيلة حرية الفكر والإبداع التى تتغنى بأنها تتحلى بهما، وجاء الرد فى صورة بيان لخارجيتها: أن توقع نهاية إسرائيل الذى جاء فى المسلسل «أمر مؤسف وغير مقبول، خصوصًا أنه يأتى بعد 41 عامًا من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل».

وتناست انها تنتج أعمالا فنية لتزييف الوعى وتهاجم العرب والفلسطينيين وتصورهم كإرهابيين، وفيلم الملاك الذى ادعت فيه أن أشرف مروان جاسوس لإسرائيل، وهو ما يخالف ما أعلنه الرئيس الراحل «مبارك» بأنه بطل قومى ولم يصدر عنا احتجاج رسمى. ردة الفعل المتوترة تلك أكدت مدى الرعب الذى صنعه مجرد مسلسل خيالى، والأكيد أن ما أزعجها هو مخاطبته الأجيال الجديدة فى المنطقة العربية، والتى عانت طويلا من مشكلات وطنية داخلية جعلت الجميع يتقوقع على ذاته، وتتراجع كثيرا قضية فلسطين وتتذيل قائمة اهتمامهم، وأتى المسلسل ليحرك المياه الراكدة، خاصة بعد «صفقة القرن» لصاحبها ترامب وهو اتجاه محمود يحسب لدراما رمضان.

ويتزامن مع مسلسل الاختياروالذى يحظى بمشادة جماهيرية كبيرة، ويجسد بطولة الشهيد أحمد المنسى قائد الكتيبة 103صاعقة، والذى اختار الشهادة كما تمناها لتكون خير نهاية، أثناء محاولته التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، ويؤرخ لبطولات الشهيد الذى حفر اسمه من نور كبطل من أبطال القوات المسلحة الباسلة والشهداء الذين سيتذكرهم التاريخ مرارًا لبطولاتهم الشامخة ودمائهم الزكية التى روت تراب الوطن. فى مواجهة الجماعات الإرهابية بسيناء والدفاع عن تراب الوطن من محاولة الجماعات التكفيرية تنفيذ مخططات أجهزة مخابراتية بالسيطرة على سيناء، كما يفضح الدعاية الخبيثة للجماعات التكفيرية.

[email protected]