عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

 

تخيل أن العالم لا يعرف مصير زعيم كوريا الشمالية كيم اون.. لا تعرف مخابرات العالم مصيره، إن كان قد مات او مازال على قيد الحياة..  تليفزيونات دول أسيوية اعلنت وفاته بعد جراحة خطيرة فى القلب ووكالات انباء اشاعت ان اخته قتلته رميا بالرصاص لتصل الى الحكم وهناك من يعلق ويقول إنها اشد قسوة من كيم نفسه فلا امريكا تعرف ولا الصين ولا الشعب الكورى يعرف مصير رئيسه..فهل هناك غموض اكثر من هذا الغموض؟!

أمس فقط ظهرت رسالة من الزعيم لعمال وموظفى كوريا وقيل إنها دليل على نفى واقعة الوفاة، إلا انه فى الوقت نفسه خرج من يقول إنها رسالة يمكن ان يكتبها واحد فى مكتب الرئيس، وليس دليلاً على وجوده فى الحياة، خصوصاً انه لم يظهر على الشاشة صوتاً وصورة، إنما رسالة من الرئيس قرأها مذيع نشرة الأخبار، ولم تكشف الرسالة الغموض المحيط بالزعيم فقد عاش حياته غامضاً والان يموت أو يختفى، لا احد يعلم!

وقد علقت وكالة انباء كوريا الجنوبية على الخبر الخاص  بشكر الزعيم قائلة إن الخبر الصباحى لم يذكر الصيغة التى ارسل بها الزعيم رسالة الشكر وهى تشكك انه ليس موجوداً.  وتخيل هذه جارته كوريا الجنوبية لا تعرف عنه شيئاً لا هى ولا اجهزة مخابراتها، وبالتالى اجهزة المخابرات الغربية لا تعرف مصير كيم اون حتى الان، ومعناه ان البيت الأبيض لا يعرف أيضاً، إن كان الزعيم على قيد الحياة ام مات؟!

ولكن هناك علامات استفهام كبيرة تسد عين الشمس ان الزعيم الذى احتفل بوضع حجر الأساس  لمدينة سامزيون العام الماضى لم يشارك فى الاحتفال ببنائها هذا العام فما هو التفسير لذلك؟.. فى الوقت نفسه رئيس الحزب الشيوعى نفى تماماً وفاة كيم وقال إنه زار روسيا.. المؤكد ان الحالة الصحية للزعيم الكورى قد تدهورت بعد العملية وقرأنا اخباراً ان كيم فى حالة خطرة.. ثم ترددت شائعات قوية عن الوفاة، منها ما أذاعه راديو هونج كونج !

فهل هذا الغموض سببه الترتيبات لنقل السلطة ونقل الحكم؟.. أليست هذه العملية معروفة والوريث معروف؟.. وبالمناسبة فالحكم فى كوريا الشمالية حكم عائلى وراثى لا دخل فيه للبرلمان ولا للجيش ولا للشعب.. يحدث هذا من ايام كيم ايل سونج الجد مروراً بكيم الابن وانتهاء بكيم الحفيد.. فهل نعيش هذا الغموض طويلاً ام أن الدولة نفسها إما ان تعلن ظهور كيم على التليفزيون  او تعلن للشعب  خبر الوفاة؟!

وللأسف، فهذه هى مأساة الدول غير الديمقراطية، حيث تكون فيها صحة الرئيس احد التابوهات.. فما بالك بحياته أو وفاته؟.. فليس للشعب اى اعتبار فى الوفاة او نقل الحكم.. وهو لا يحدث عبر البرلمان او الانتخابات او حتى عن طريق الجيش!.