رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


كلما حل شهر رمضان.. تسترجع ذاكرتى أجمل الذكريات والأحداث والوقائع فى هذا الشهر المعظم. قبل التحاقى بالمدرسة الابتدائية كان والدى يحكى عن جرائم إسرائيل فى حرب ١٩٥٦، حيث كان مجندًا فى ذاك الوقت وكان يقص لنا كم كان حجم المجازر التى قامت بها إسرائيل ضمن العدوان الثلاثى.. كان يزرع فينا حقيقة العدو الصهيوني.

 كنا أطفالًا لكنه كان حريصًا على غرس واقع جرائم إسرائيل فينا ثم كانت فترة الدراسة الابتدائية. والتى جاءت فى غالبية سنواتها مع شهر رمضان المعظم.. والتى تعلمنا فيها أن عدونا الاستراتيجى هو إسرائيل. وأدركنا فيها حجم مجازرها فى دير ياسين وبحر البقر.. كنا أطفالًا لكن الشحن الوطنى والنضالى حينها كان وقود فترة المرحلة الابتدائية.. فكان عشق الأرض والتطلع إلى تحرير الأرض والشهادة فى سبيل ذلك أو النصر هو أعظم أمنية.

تمنينا حينها لو كنا كبارًا.. لنشارك.. أتذكر حينها كما كانت مدرستى الداويدة الابتدائية قلعة من قلاع من الوطنية.. شأنها فى ذلك شأن كل المدارس فى ذلك الوقت.. أتذكر ناظر المدرسة الأستاذ سيد عابد وهو يبدأ طابور الصباح بكلمة توقد فينا شعلة من حب تراب الوطن وأن الأرض ستعود بالقوة. أتذكر الأستاذ محمد عبدالحميد داود أستاذ التاريخ الذى كان يلقى علينا وقائع انتصارات مصر فكان عندما يتحدث عن الثورة العرابية تشعر أنك أمام أحمد عرابى، وعندما يتحدث عن ثورة ١٩١٩ أنك أمام سعد زغلول، وعندما يتحدث عن حرب ١٩٥٦ أنك أمام  جول جمال
.. .أتذكر  الأستاذ إبراهيم جزر  الذي كان أكثر من يلقي شعرا  يكشف فيها  عصابات   جيش إسرائيل... وكم كان للاستاذ  محمد الخطيب  من قوة  وأداء وطني .. أتذكر  الاستاذ محمد ابراهيم السايس  الذي كان  يطوع  حصة  اللغة العربية  لصالح  معركة  لا يعلو صوت  فوق صوتها..  أتذكر  الاستاذ احمد مطر  الأستاذ الثائر  والحاسم   في  زرع  التحدي  في نفوسنا..  أتذكر  ما كان  يحكي لنا  عن  الأستاذ   مدحت ابو زور في إعداد أجيال   قبلنا
  ظلت كل هذه الذكريات منذ اليوم الأول بالتحاقى بالصف الأول الابتدائى حتى التحاقى بمدرسة أبوغنيمة الإعدادية... ست سنوات أتذكر كل ما فيها حتى أول طابور أحضره فى حياتى، حيث توجهت بعده لأجلس بجوار أخى عبداللطيف تعلقًا به فى فصله... وفوجئت به يطلب منى فور جلوسي.. أن أذهب إلى الفصل المواجه لأننى فى سنة أولى، أما هو فى سنة ثانية.

ست سنوات استمرت من أكتوبر ١٩٦٧ حتى إعلان نتيجة الشهادة الابتدائية فى يوليو ١٩٧٣.. أتذكر حينها وبعد أسبوعين من بداية العام الدراسى فى التحاقى بالصف الأول الإعدادى.. كان يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣.. حيث توقفت الدراسة.. وكانت أيام ما أجملها، خاصة الانتصارات التى كانت تتوالى يومًا بعد آخر.. كان لطعم الانتصارات فى نفوسنا ونحن صغار مذاق لا يمكن لأحد أن يتخيله.. والسبب هو أن فترة دراستنا الابتدائية وما قبلها كانت فترة الشحن الوجدان الوطني.. تجاه جرائم إسرائيل العدو الاستراتيجى لنا.

انتصارات رمضان ١٩٧٣ جعلتنا نستعيد انتصارات المسلمين حينها فى غزوة بدر خاصة يوم ١٠ رمضان.. وانتصار المسلمين بقيادة مصر على التتار فى عين جالوت.. ومن هنا ظل دور من قاموا وأشرفوا على تعليمنا منذ الصغر راسخ.. فى وجداننا فى كل وقت.. حتى وبمناسبة ٢٥ أبريل ١٩٨٢ كنت حينها مجندًا بالقوات المسلحة.. وكنت من ضمن طاقم  مكتب الأفراد.. وكان نهمى هو مطالعة وقراءة دفاتر اليومية المؤرشفة.. داخل مكتب أفراد الكتيبة عن فترة حرب ١٩٧٣.. وعن أيام الحرب  كانت اليوميات تدون فيها أخبار المعركة وأسماء شهداء ومصابى  المعركة من ضباط وصف ضباط وجنود الكتيبة.. أقسم بالله وأنا أطالع حينها وأقلب الصفحات اشتم رائحة ذكية كلما انتقلت من صفحة  لاخري...
...   كان قائد الكتيبة   مثقف جدا  ..وكان رغم  التزامه بالضبط والربط  ..الا انه كان  يحب النقاش  في الامور العامة وبروح  محببة.. كنت اقول له  كنت اتمني ان اكون  في يوم في  جبهة  قتال .  حتي  أشعر بأنني  اديت واجبي...
 فكان يقول وعد منى لو فيه حرب إن شاء الله هتكون هناك.. كان شوقى ونهمى يوم أن أشارك فى جبهة قتال وحدث ليلة يوم ٢٥ أبريل ١٩٨٢ موعد تسليم الأرض كنت خدمة حكمدار بوابة الكتيبة.. وفى اليوم التالى ٢٥ أبريل تعرضت قدمى لكسر من إحدى سيارات الكتيبة المارة بجانبى.. على اثرها تم نقلى إلى مستشفى سيد جلال العسكرى ومنها إلى مستشفى الحلمية العسكري.. وأنا فى المستشفى محجوز وكنا سعداء بعودة الأرض. وفى النهاية رجعت سيناء لأمها مصر حربًا وسلامًا لكن يبقى تنميتها ومعرفة قدر وتضحيات شعب مصر وتظل سيناء وأبناؤها هم فلذات لأكباد وحبات العيون... وتبقى إسرائيل عدوًا استراتيجيًا لنا ما دامت أم الرشراش وفلسطين والجولان وجنوب لبنان محتلة. بل تظل العدو الاستراتيجى مادامت حبة تراب عربية واحدة محتلة.. ازرعوا سيناء بالتنمية والبشر.. لأن اليهود  يخشون الأرض المحصنة بالبشر.