عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 أتي شهر رمضان هذا العام في ظل ظروف استثنائية نعيشها بسبب وباء الكورونا ، حيث التباعد الأجتماعى فى الأماكن العامة ،والجلوس فى المنزل لتحمى نفسك وأسرتك،وهو الأمر الذى لم نألفه أونشهده على مدى عمرنا ،لأننا وببساطه لم نشهد مثل هذا الوباء الذى أجتاح العالم منذ ما يزيد عن أربعة أشهر.

ولم يدر بخلد أحد أن شهر الصيام سيكون خاليا من أهم طقوسه،و مميزاته وخصوصياته، من العزائم، والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات التراويح ،وموائد الرحمن  وللمرّة الأولى في التاريخ الحديث، تخلو ساحة الحرم المكّي بالكامل من المصلّين، وتعلّق العمرة إلى أجل غير مسمّى، وتطلب السعودية من الراغبين بالحج تأجيل حجوزاتهم لموسم الحج المقبل في الوقت الراهن .حتى أبسط الأمور مثل تلعيق زينة رمضان الورقية ،فى أحيائنا الشعبية ،و الفوانيس التى تتوسطها ،وتزيين مآذن الجوامع بأفرع الإضاءة .

كل ذلك أختفى هذا العام ،و سادت حالة ما بين اليأس من الوباء الذى لايبدو له نهاية فى المدى القريب وتزايد ضحاياه على مستوى العالم ، وما صاحبه من العزل ومنع السفر وحظر التجمعات،،وما بين الرجاء أن أن يرفع عنا الله هذا الإبتلاء الذى لا طاقة لنا به ،وأن يشملنا برحمته ببركة الشهر الفضيل الذى أظلنا ،ونعود إلى حياتنا السابقة التى كانت لاتعجب البعض منا لأنهم لم يدركوا كم النعم التى كانوا  يتمتعون بها ، وحصروها فى كثرة المال .                 

 تاريخياً الطاعون الأول الذي ألم بالمسلمين في رمضان  كان بالعصر الأموى عام 131 هـ، بدأ بمدينة البصرة في العراق، و ظهر في شهر رجب، واستمر في شعبان ورمضان، وإنتهى في شوال،و كان يحصى كل يوم في سكة المربد بالبصرة ألف جنازة ،وأيضاً فى طاعون سنة 749 هـ، الذي اجتاح أوروبا ووصل الشام وفلسطين ومصر، وسمي "الوباء العظيم" ومات فيه ما يقرب من ثلث سكان العالم. ويؤكّد التاريخ الإسلامي أنه منذ العام التاسع للهجرة وهو العام الذي فُرض فيه الحج على الناس تمّ تعطيل   مناسك الحج والعمرة   في أزمنة سابقة قرابة 40 مرة، وكان إنتشار الأمراض والأوبئة والإضطرابات السياسية أحد أسبابها الرئيسة ، و لم يكن هناك موسم للعمرة منفصل عن الحج، لصعوبة الطرق واحتياج القوافل إلى أشهر عدة للوصول إلى مكة المكرّمة، لذلك كان المسلمون يحرصون على أداء العمرة تزامناً مع حضورهم لفريضة الحج .

وأصبح من المرجح أن نشهد هذا العام لأول مرة فى العصر الحديث تعليق فريضة الحج حرصاً على صحة المسلمين فى ظل عدم وجود مصل واق للفيروس ،و خلال شهر رمضان سوف تقتصر موائد الإفطار على أفراد الأسرة الصغيرة، من دون اختلاط بالأقارب، والزوار،  كما أنّ موائد الرحمن التى كنا نشتهر بها تم حظرها، و بدأ البعض يفكرون بطرق مبتكرة لتفادي الإفطار وحيدين، وحديث عن إمكانية الجلوس إلى المائدة جماعةً ولكن عبر تطبيقات اتصالات الفيديو، على أن يبقى كلّ في بيته، وبذلك لم يتبق لنا شىء من فرحة رمضان سوى أن نبتهل إلى الله "اللهم أرفع عن بلادنا الوباء،وأحمنا من شر البلاء وأنزل علينا الرحمة والشفاء ،وأحفظ بلادنا وبلاد المسلمين".

[email protected]