رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

 

 

 

لفت نظرى وشد انتباهى مقالان عن الراحل عبد الحليم حافظ الشهير بالعندليب !.. ولكن ولماذا هو دون غيره من أبناء جيله من المطربين الذى نعت بهذه الصفة؟!.. المقال الأول بجريدة المصرى اليوم فى أول إبريل 2020 تحت عنوان (حليم تحت مظلة ناصر !) للناقد الفنى طارق الشناوى .. والثانى بوفد 4/4/2020 للأستاذة أمينة النقاش بعمودها على فكرة تحت عنوان حليم وأفردت فيه عمودها كله لأجله للحديث عن الذكرى 43 لرحيل عبد الحليم حافظ الذى وافته المنية فى 3/3/77 فى لندن وتقول الكاتبة الكبيرة أن الرئيس السادات كان فى زيارة لأمريكا يوم وفاة عبد الحليم و أن المظاهرات الشعبية العارمة اندلعت فى 18، 19 يناير احتجاجا على رفع أسعار السلع الأساسية وكان معظهم من اليساريين داخل حزب التجمع وخارجه وتضيف لم يدر بخلد قائد النصر العظيم فى حرب أكتوبر أن تتسع المعارضة لسياسته بهذا الشكل والحجم ومن وجهة نظرى كان الشكل والحجم حنجوريا صاخبا من اليساريين خاصة حزب التجمع!..

وبالرغم من أن موضوع المقال عبد الحليم حافظ فقد أقحمت آراءها السياسية عمدا بها وفيها!.. وتضيف أن عبد الحليم عبر عن الاتقان والتجويد والتجديد ليس لكى يغدو واجهة نظام ولكن ليصبح تعبيرا عن مرحلة أحلام شعب ويقظة أمة تفانى ابداعه فى خدمة أهدافها. والرد ببساطة أنه كان تعبيرا عن نظام عبد الناصر جملة وتفصيلا قدم أكثر من 300 أغنية معظمها تمجيد لنظام عبد الناصر وتغريدا وتعبيرا عن فكره ولأسلوبه.. ظهر عبد الحليم حافظ أو شبانة فى احداثيات سياسية واجتماعية وثقافية معقدة للغاية.. فعلا لم يكن صوته هو الأقوى ولا الأجمل ولا الأنقى ولكن مع ذلك كان به أو فيه شيئا جديدا.. لقد حجب تماما قمة فى زمنه وجيله هو الموسيقار والمطرب سعد عبد الوهاب!.. والمفارقة أن المقارنة بينهما منعدمة تماما .. اضافة إلى طابور طويل من المطربين !.. هاتوا لنا أغنية للعندليب الأسمر تضاهى فى عذوبتها ولحنها وآدائها أغنية كارم محمود (أمانة يا ليل)! أو أية أغنية شدى بها سعد عبد الوهاب؟!.. والحقيقة أن هذا الأمر ساورنى بشدة

ولكنى كنت أجد الكثرة الغالبة من حولى تطرب لسماعه وهذه حقيقة .. والحقيقة الأخرى أنني كنت أشعر بقوة بأن أصواتا أخرى أجمل و أقوى بمراحل .. فأين الخطأ؟!.. وخاصة وأنى أؤمن بالتنوع والتعدد والاحصاء وكان كله فى صالحه !؟.. وظلت هذه المسألة عالقة بذهنى حتى حدثت صدفة فى أمرين الأول حديث للأستاذة الدكتورة الفنانة رتيبة الحفناوى عن هذا الموضوع والثانية استماعى إليه .. وإن لم يخنى الذاكرة فقد دفعت د. رتيبة معنى أن قماشته كنزة ولكنه استطاع استخدامها جيدا وبذكاء.. لقد كانت  هناك قامات وهامات عالية لاختبار واختيار الأصوات التى تجاز للغناء فى الاذاعة المصرية ..ولولا أن ادخر لنا الزمن الموسيقار حلمى بكر الآن لظننا أن هذا الفن الأصيل اندثر وأصبح نسيا منسيا بعد أن ظهر وطفى على السطح أغانى حب الحمار ..والحنطرة.. و..و.. والقائمة طويلة ومشينة!.. عبد الحليم شبانة كان ظاهرة أبعد من أن يكون صوت العندليب.