رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

أزاح ڤيروس كورونا الكثير من الأخبار التى كانت تتصدر الصفحات الأولى فى الجرائد، قبل أن يحل هذا الڤيروس ضيفاً شديد الوطأة على العالم! 

أزاحها إلى مساحات ضيقة لا تراها العين ولا تقع عليها فى الصحيفة، أو نقلها إلى صفحات داخلية لم تكن هى الصفحات التى يمكن من خلالها إبراز أهمية الخبر قبل زمن الوباء! 

وفى المقدمة منها أخبار ما يجرى فى ليبيا على حدودنا الغربية، منذ سقوط نظام العقيد القذافى عموماً، ومنذ محاولات تركيا التسلل إلى هناك خصوصاً! 

ولم يكن من الممكن لأردوغان أن يتسلل إلى الأراضى الليبية، ولا كان فى إمكانه أن يعثر على موطئ قدم له هناك، لولا أن فى العاصمة طرابلس حكومة تحب السلطة، أكثر مما تحب بلدها، وتحرص على الوجود على كراسى الحكم، أكثر مما تحرص على ألا تتيح الفرصة للتواجد التركى فوق تراب ليبيا، ويهمها مكاسبها من الحكم أكثر مما يهمها أمن البلد وسلامة مواطنيه! 

الحكومة التى أتحدث عنها هى حكومة الوفاق الوطني، التى يرأسها فايز السراج، والتى تتخذ من العاصمة مقراً لها، وتتحصن فيها، وتحمى ميلشياتها، وتستقدم مرتزقة أردوغان إليها! 

ومما أذاعته وسائل الإعلام أول هذا الأسبوع أن الجيش الوطنى الليبي، الذى يقوده المشير خليفة حفتر من شرق البلاد، قد أسقط طائرتين مُسيرتين تركيتين بالقرب من مدينة بنى وليد، التى تقع إلى الجنوب من شرق العاصمة بعدة كيلو مترات! 

ولم تعرف سماء ليبيا هذه الطائرات التى تطير دون طيار، إلا مع تسلل أردوغان إلى غرب البلاد من خلال اتفاقيات أمنية وعسكرية كان قد وقّعها قبل شهور مع السراج!.. ورغم أنها اتفاقيات لاغية وباطلة، لأن برلمان البلاد لم يوافق عليها ولم يقرها، فإن حكومة الوفاق سارعت إلى العمل بها وتطبيقها، وكأن الهدف هو مجرد استقدام مرتزقة يرسلهم الرئيس التركى يوماً بعد يوم، وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولى الذى يكتفى بالفرجة، فإذا تجاوز مرحلة الفرجة راح يبدى الأسف ويستنكر! 

والرئيس التركى ليس معنياً إلى هذه الدرجة بحكومة السراج فى حد ذاتها وتماسكها، ولكن يعنيه من وراء تواجده شيئان اثنان، أولهما مساندة الإخوان الذين يمثلون مكوناً من بين مكونات هذه الحكومة، وثانيهما أنه يتخيل أن وجوده فى طرابلس سوف يجعله قادراً على الكيد للحكومة المصرية.. ولكنه سرعان ما سوف يكتشف أن ما يتخيله وهم كبير، لأن الجيش الوطنى الليبى يتعامل مع كل مرتزق يرسله أردوغان بوصفه محتلاً لا بديل عن إبادته، ولأن اقتراب أى مرتزق من الحدود المصرية سوف يجد مقبرته فى انتظاره على الحدود بين البلدين!