عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

ونحن نهنىء الأخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد الذى يحل اليوم تسرى الأمنيات بأن يأتى العيد بالمجد والارتقاء، وأن يكون البلسم الذى يعالج المشكلات التى يزخر بها العالم فيزيح عن كاهله الاضطرابات التى تغشاه، والصراعات الكثيرة التى تحيط به، وأن تدب فى أنحاء العالم الحياة الرطبة الندية وارفة الظلال. يحل عيد القيامة اليوم ويأتى فى خضم أحداث جسام يتصدرها وباء كورونا الذى اجتاز العالم كله ولم يستثن أحدا، فهو الجائحة التى لا تعرف الحدود. مع عيد القيامة المجيد يحدونا الأمل بأن يسطع بنوره ويتم مع مقدمه حل المشكلات العويصة التى تستعصى على المرء، وأن يكون فاتحة خير لمرحلة يعم فيها الرخاء وتتبدد معها الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها العالم والتى أوجدت جيلا من البطالة يشكو فيه الملايين من أنهم لا يجدون عملا وأنهم يواجهون مشكلة سيترتب عليها نتائج سيئة وعواقب وخيمة.

مع عيد القيامة المجيد يحدونا الأمل فى أن تسود المحبة بين الناس وتذاب الخصومات والصراعات والاعتداءات حتى يمكننا عندئذ أن نقول كما قال الشاعر:

ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

لا سيما وأننا عندما نتفاءل تسعد أنفسنا بالتفاؤل وعندما نتشائم نجلب لأنفسنا غما نحن لسنا فى حاجة إليه، فالتفاؤل هنا هو نوع من الإيمان بأمر الله حيث تستطيع المشيئة الإلهية أن تحقق كل شيء. مع عيد القيامة المجيد يأمل الجميع فى تعزيز قيم التسامح الدينى والوحدة والانصهار الوطنى والقومى مع نبذ التعصب والتطرف، وأن تسود بيننا دعوة واحدة ودائمة نحو السلام والمحبة والعدل وتحرير الإنسان. لا سيما وأنه لا مصلحة لأحد فى تأجيج الأبعاد الدينية والطائفية وتصعيدها إلى سطح العلاقات السياسية. وهنا يستدعى المرء الوشائج والعلاقات الثرية بين اتباع الديانتين عبر التاريخ. ولا يملك المرء هنا إلا أن يستدعى ثورة 1919 بوصفها تجسد العلاقة الوثيقة بين المسلمين والمسيحيين.

مع عيد القيامة نأمل أن تنقشع الغمامة وتزول الغمة وتتوارى الفوضى وينصلح الحال. وفى ظل ذلك نقول بأن الوئام الوطنى يظل هو الشريعة التى يؤمل أن تسود تطبيقا لتعاليم المسيحية السمحاء بشعارها القائل وعلى الأرض السلام، والذى يرتكز على أسس العدالة والمساواة بين أبناء البشر جميعا. لتظل الوحدة الوطنية لمصر تحتل مرتبة القداسة، ولتصبح الأخوة الإسلامية المسيحية عقيدة إيمان لابد منها. وهنا نتحدث عن مبدأ المواطنة ووجوب أن يكون المجتمع مؤهلا للقبول به من خلال عدم التعصب ومراعاة الآخر.

مع عيد القيامة نأمل أن يسود السلام بين الجميع ليتم الحوار حول عمل الخير والتعاون فى تثبيت الإيمان ضد الالحاد، والتعاون فى مجال الأخلاقيات والقيم والمبادئ السامية وفى التوجهات الوطنية والقومية. ومع عيد القيامة المجيد نتطلع لأن يفرج الرب كرب الأمة وأن تكون المرحلة الحالية مرحلة مفعمة بالسعادة، وأن تكون مقدسة بلا خطيئة وبلا جرم وبلا مشكلات، وأن يقترب فيها الناس من الله ويقتربوا من بعضهم البعض، وأن يسود الاستقرار وأن ينعم العالم كله بحياة هادئة فى ظل تنمية وبناء ورخاء.