يمكننا ان نطلق على فيروس كورونا او» كوفيد»19.. فيروس «لأول مرة «.. لأن هذا الفيروس حطم كل الارقام القياسية لأى أوبئة او جوائح شهدتها البشرية .. واجبرنا على اتخاد قرارت صعبة سواء على مستوى الدول او على مستوى الافراد لأول مرة فى حياتنا..
وكنت مع الصديق والزميل سامى ابو العز مدير تحرير الوفد نعدد ما أجبرنا هذا الكورونا على فعله وقلنا انه لأول مرة الحكومات فى العالم ترجو مواطنيها البقاء فى منازلهم والناس ترفض.. ولأول مرة الحكومات تطالب الموظفين بالعمل من المنازل وهو لم يحدث فى تاريخ البشرية .. ولأول مرة يتفق العالم على اجراءات محددة لمواجهة الفيروس دون تعديل من اى جهة .. ولأول مرة منذ حرب اكتوبر النفط يصل الى ادنى مستوياته العالمية ويصل الى 10 دولارات للبرميل .. بل وتقدم دول نفطية عروضًا للشراء منها.
ولأول مرة اغلب دول العالم تفرض حظر تجوال على مواطنيها بعد ان فرضت حجرا صحيا .. ولأول مرة تنعزل الدول عن بعضها ولاتوجد حركة سفر باى طريقة فالجانحة اغلقت المطارات والموانى.. ولأول مرة يرتدى جميع البشر «الكمامات والجونتيات».. وعلى جميع المستويات والطبقات.
فهذا الوياء اجبرنا لأول مرة على اغلاق دور العبادة فى وجه المصلين وتختفى صلاة الجماعة فى بيوت الله ومعاقبة المخالفين ..ولأول مرة ياتى رمضان واعياد القيامة بدون تراويح او قداس .. ولأول مرة تختفى موائد الرحمن من شوارع مصر وكل الدول الاسلامية الذى كانت اهم مظهر من مظاهر التراحم بين الناس .. ولأول مرة يتوقف الافطار الرمضانى فى الحرم المكى ولأول مرة تتوقف رحلات العمرة الرمضانية ويمكن الحج.
كما ألزمنا الفيروس لأول مرة فى جميع دول العالم على اغلاق المدارس والجامعات معا فى اقصر موسم تعليمى فى تاريخ البشرية واعتماد اليات التعليم عن بعد.. والزام وزارات التعليم على تخفيض المناهج الدراسية على الطلاب بل تقرر بعض الحكومات نجاح الطلاب بدون اختبارات .
لأول مرة يمنع المصريون من الاحتفال بعيد شم النسيم منذ مايقرب من 5 آلاف سنة.. ولأول مرة تغلق المتنزهات والحدائق والشواطى فى وجه مريديها ..ويمنع احتفال المتصوفة بموالد ال البيت واصحاب الكرامات والأولياء فى مصر منذ اكثر من الف سنة ولأول مرة تغلق المقاهى والمطاعم خاصة مطاعم الفول والطعمية .. ولأول مرة ياتى هذا الفيروس ليصيب الجميع الاغنياء والفقراء بالخسائر الاقتصادية حتى ان جميع دول العالم لأول مرة تدفع اعانات مالية لشعوبها لتعويض هذه الخسائر
فهذا الفيروس العجيب فعل بالبشرية مالم يفعله فيروس قبله وهو فيروس ديمقراطى أصاب الحاكم والمحكوم، الغنى والفقير، الشاب والكهل .. الرجل والانثى .. حتى الاطفال الرضع ..
فهذا الفيروس فرض علينا عادات اجتماعية منها الالتزام بالتعليمات الصحية و الاهتمام بالنظافة وتطهير المبانى والمنازل والشوارع الا انه فشل فى ردع التجار الجشعين وكذلك محترفو البناء المخالف وغيرهم من لوبيات الفساد.
ولأول مرة يساعد الفيروس الوالدين على تربية ابنائهم بابقائهم فى المنزل بعد اغلاق المقاهى والمولات ومحلات البلاى ستيشن و حظر التجوال منع قيادة السيارات بسبب حظر التجوال.
هذا هو كورونا صاحب الرقم القياسى فى كل شيء وهو الذى جعلنى شخصيا ناقما عليه .. واتمنى ان ننهى عليه فى اسرع وقت .. فهو جعلنا نعرف معنى المتعة فى العمل والتواصل الاجتماعى المباشر والتجول بأمن وأمان فى شوارع بلدك .. وتداعيات كورونا سوف تظهر بعد الخلاص منه وسيكون له ارقام قياسية جديدة سواء على مستوى العلاقات بين الدول او الافراد.
واخير.. هذا الفيروس جعل الزوجة لأول مرة لاتسأل زوجها اين كنت او أتاخرت ليه .. !!