عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل


ننتظر جميعا الآن في اشتياق مرور أيام قليلة ليبدأ أول أيام شهر رمضان المبارك، متمنين من الله أن تمر هذه الأزمة بسلام ويعود نبض الحياة إلي شوارعنا،  فليس منا من لم يرتبط لديه هذا الشهر بالعديد من ذكريات الطفولة التي يتعلق بعضها ببهجة الإعداد لزينة رمضان وتصنيعها منزليا بخامات بسيطة وتعليقها مع فانوس رمضان بالشوارع لتملائها بهجة خلال الشهر الكريم، ويتعلق بعضها الآخر بروحانية العبادات خلال أيام هذا الشهر من ابتهالات وقراءة قرآن وأصوات أئمة المساجد التي تملاء الشوارع في صلاة التراويح، فضلا عن الذكريات المتعلقة بالتجمعات الأسرية والعائلية وتجمعات الأصدقاء علي موائد الإفطار وقضاء الأوقات الممتعة حتي وقت السحور.
وقد فرض الله تعالي صيام شهر رمضان علي المسلمين في شعبان من العام الثاني للهجرة، فصامه رسول الله (صلي الله عليه وسلم) تسع سنوات قبل أن يتوفاه الله تعالي في العام الحادي عشرة للهجرة، وهناك اختلاف حول سبب تسمية ذلك الشهر بهذا الإسم، فهناك من يري أن الإسم مشتق من الرمض بمعني شدة الحر نظرا لارتباط مجيء شهر رمضان غالبا في أوقات شديدة الحرارة في شبه الجزيرة العربية قديما، ويري البعض الآخر أن هذه التسمية جاءت نسبة إلي ارتماض الصائمين، وصيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد ارتبط علي مر السنين بالطاعات وأعمال الخير والعبادات للتقرب إلي الله، ففيه نزل القرآن الكريم، وبه ليلة القدر (وهي خير من ألف شهر) فامتلاء الشهر بالدفيء والروحانيات التي تملاء القلوب بهجة وارتياح.
إلا أنه في السنوات الأخيرة قد تلاشت هذه البهجة، وأصبحنا لا نشعر بالدفئ الذي اعتدنا عليه طوال أيام هذا الشهر، فانحسرت ذكريات العبادة والتجمعات الأسرية لتحل محلها ذكريات من مشاهد المسلسلات، وأصبح شهر رمضان يمثل موسما للإنتاج الدرامي، وساحة منافسة بين كل الأعمال الدرامية بالتليفزيون، تتنافس فيه شركات الإنتاج والقنوات التليفزيوينية لحصد أكبر نسبة من كثافة المشاهدة خلال هذا الشهر، فالمسلسلات يتم الإعداد لها علي مدار العام لتبث في رمضان، وفي ظل هذه المنافسة يتجه صناع هذه المسلسلا إلي تسويقها قبيل بداية شهر رمضان من خلال طرح أفيشات مسلسلاتهم، وإعلانات تشويقية لها لجذب الأنظار لها.
ومع تنوع القنوات الفضائية وكثرة أعدادها، وفي ظل عدم تنظيم أوقاتنا خلال هذا الشهر المبارك، نجد أنفسنا كمشاهدين أمام كم هائل من مسلسلات التليفزيون التي نعتزم النية علي مشاهدتها خلال شهر رمضان، بل وقد يتنافس البعض في الالتزام بمتابعة مشاهدة كل حلقات المسلسلات، ويتباهي البعض الآخر بعدد الأعمال الدرامية التي يتابعها، وتكون النتيجة أن يمر الشهر مرور الكرام دون أن نشعر به ودون أن نمارس فيه أي طقس من طقوس العبادة، ودون أن يترك بداخلنا أية ذكريات لتجمعاتنا الأسرية، فلا يترك بداخلنا سوى سؤالاً لا نجد له إجابة، وهو لماذا لم نعد نشعر بزهوة شهر رمضان كما كنا صغاراً؟