رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

لم يعد وباء «السوشيال ميديا» يمثل خطرا مقصورا فقط على مستخدميه الذين بات معظمهم أسرى للأوهام والأكاذيب والضلال.. يتداولون محتوى مواقعه دون عقل أو وعى أو ضمير.. بل أضحى يمثل معول هدم للعلاقات الإنسانية بين الشعوب وآلة شيطانية لتصنيع الأزمات السياسية والدبلوماسية بين الدول.. كما صارت مواقع التواصل الاجتماعى «طاعونًا» يهدد بخراب للمجتمعات والعقول ومرتعًا للمخربين والإرهابيين وضعيفى النفوس والمتطرفين وأصحاب الأجندات المشبوهة.

< هذا="" ما="" كنا="" نخشاه="">

زادت فوضى مواقع «التلاسن الاجتماعى».. وتخطت كل حدود القدرة على التحمل.. وأصبحت ساحة لنهش الأعراض ونشر الإفك والضلال والكذب والرذيلة.. والقهر.. والتشكيك فى أى شىء وكل شىء.. وللأسف فشلت كل الجهود الرسمية بجميع الدول فى التعامل مع هذه الظاهرة.. وتقدير حجمها الحقيقى.. وتدارك الخطر الذى تتسبب فيه.. كما تعاملت معه بإهمال واضح.. ورعونة أحيانًا.. باكتفائها بنفى ما يثار على هذه المواقع من أخبار.

ومن أجل ذلك طالبنا مرارا وتكرارا بضرورة إيجاد إطار تشريعى أو بنية قانونية حاكمة لعمل مثل هذه المواقع.. وعدم تركها «سداحا مداحا» للنشر دون أدنى ضوابط لتحديد المسئولية القانونية لمالكى ومديرى هذه المواقع عن المحتوى المسىء الذى يبثه الكثيرون من المستخدمين.. تحت ستار حرية النشر والتعبير.

< على="" سبيل="">

ما حدث مؤخرا من موجة تلاسن واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى بين أشخاص من دولتى مصر والكويت.. على خلفية تصريحات وآراء ضالة وغير مسئولة صدرت من أفراد لا يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة.. تتضمن إساءات بالغة للعلاقات بين البلدين.. لينفجر بعدها طوفان من تبادل الإساءات والشتائم والسباب بين أفراد من الدولتين.. طالت الدول نفسها.. بل طالت أيضا قياداتها.. دون أى اعتبار لخطورة تأثير ذلك على العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر والكويت.. التى تمتد جذورها إلى تاريخ تأسيس وبناء الدولة نفسها الذى كان للمصريين دور بارز فيه لا ينكره الكويتيون أنفسهم.. بل ينظرون إليه بعين التقدير والاحترام والإجلال.. وهو أيضا ما تترجمه القيادة الكويتية عبر التاريخ إلى مواقف داعمة ومساندة لمصر قيادة وشعبا.. فى السراء والضراء.. وهى محل تقدير وعرفان كبيرين من جانب كل مصرى عاقل ووطنى وواع بطبيعة هذه العلاقات وأصالتها وأهميتها وتميزها.. وأيضا بأن هناك من يغار من صفو هذه العلاقات ويسعى إلى تعكيرها وتدميرها.. وإشعال الفتن والحرائق بين شعبى البلدين.

< وقبل="">

ضجت مواقع الكترونية مصرية.. بينها مواقع كبرى الصحف.. وايضا قنوات تليفزيونية.. بخبر منسوب إلى النيابة الكويتية حول القبض على أحد الأشخاص الذين كانوا وراء بدايات إشعال الفتنة الأخيرة بين مستخدمى السوشيال ميديا من البلدين.. وحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق فى بلاغ قدمته ضده وزارة الخارجية الكويتية.. ويشير الخبر إلى أن التحقيقات كشفت قيام هذا الشخص ببيع حسابه على موقع تويتر إلى شخصين «فلسطينيين» أحدهما مقيم فى قطر والآخر فى الأردن.. لاحظ الجنسيات الثلاث.. وأن هذين الشخصين هما اللذان يقومان باستخدام الحساب للإساءة لمصر.

الخبر تم تداوله على نطاق واسع جدا فى مصر.. إلا أننا سرعان ما اكتشفنا أن المواقع الكويتية لم تنشره.. كيف ذلك وهو خبر منسوب إلى سلطة التحقيق الرسمية فى الدولة.. وهى النيابة العامة؟!.. وبعد ساعات نشرت صحيفة كويتية واحدة.. هى «النبأ».. خبرا منسوبا إلى مصدر مجهول فى النيابة ينفى القبض على هذا الشخص أو حبسه.. ما هذا اللغز؟!

<>

أننا لا يهمنا محاولة فك طلاسم هذا اللغز.. فهو اختصاص جهات التحقيق الرسمية فى كل من الكويت ومصر.. لكن الأهم هم مغزى هذا الخبر وتداوله فى هذا الوقت بالذات.. فمن الواضح أن الأيدى الخفية والجهات الخبيثة التى خططت ونفذت فصول الفتنة من بدايتها، أرادت أن توسع نطاق الحريق.. لتمتد إلى دول أخرى.. مثل فلسطين والأردن اللتين تمثلان مع مصر مثلث المواجهة مع المخططات الصهيونية العدوانية والاستعمارية.. وكذلك قطر ذات العلاقات المتوترة مع مصر.. بهدف صب المزيد من الزيت على هذا الحريق.

< ألا="" يجدر="" بنا="" الآن="" أن="" نسأل="" أنفسنا:="" لمصلحة="" من="" هذا="" المخطط="" الشرير="" الخبيث؟..="" ومن="" المستفيد="" منه="" غير="" أعدائنا؟!..="" الإجابة="" معلومة="" بالطبع..="" وهى="" تفرض="" علينا="" أن="" نستفيق="" فورا..="" كلنا="" وليس="" طرفا="" واحدا="" فقط..="" ونتحرك="" فى="" اتجاه="" واحد..="" وهو="" إجهاض="" هذا="" المخطط="" ووأد="" الفتنة="" فى="" مهدها..="" والانصراف="" إلى="" ما="" هو="" أولى="" وأجدر="" باهتمامنا..="" وهو="" التصدى="" للخطر="" القائم="" بيننا..="" والذى="" يهدد="" صحتنا="" وأرواحنا="" ويعصف="" بكل="" ما="" بذلناه="" وحققناه="" من="" جهود="" ومكاسب="" فى="" مجال="" البناء="">