رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

 

الشارع المكتظ فى مدينتك يخلو من أشكال الحياة - على غير العادة - إلا لضرورات الحياة والسلامة والحماية.. البيوت مفعمة بالمحبة وبالتكاتف وبالأمل فى حياة جديدة وبداية جديدة!

«لا سلام، وكثُر الكلام»!.. شعار يجتمع حوله الناس بعد أن انتشر فيروس كورونا المستجد فى أماكن لم نتوقعها، وحصد الضحايا دون تفرقة أو تمييز، بل يكاد ينتشر هنا جاهداً لفرض سطوته على عالمنا وحياتنا!

تستيقظ كل صباح، لتطاردك أخبار المؤامرة الكونية التى تفاعلت ليلاً فى فضاء افتراضي، ونسجت خيوطها من أجل تدمير الكوكب المسكين!

 وبعد ثوانٍ معدودات، تتفاعل مؤامرة التدمير الكونى مع مؤامرة «اللقاح الكوروني»، ورسائل من كل حدب وصوب تنسج خيوط روايات خيال علمى قد ينسى مؤلفوها ماذا كتبوا فى بداياتها؟!

مؤامرة تلو أخرى، تنتشر عبر صفحات ومجموعات التواصل الاجتماعي، لتقف متلبساً بالصدمة وكأنك تشاهد فيلماً من هوليود لأبطال يسبحون فى الهواء ويطيرون تحت سطح الماء!

يمكنك أن تكون البطل فى حكاية هذا الزمان، بأن تدعم الأبطال الحقيقين الذين يدافعون عنك بحياتهم، بعدم نشر قصص المؤامرات «الكونية» والتدوينات «الجهنمية» التى لا تخدم إلا صاحبها.. يمكنك أن تصنع مع الأبطال الحقيقين فى خط الدفاع الأول حكاية مختلفة فى صفحات روايات كورونا، وأن ترسم بيدك ملامح مستقبلك!

إنها المرة الأولى التى يصبح فيها «التعاون» حاجة إنسانية ملحة من أجل البقاء على قيد الحياة، وإعادة ترتيب أولويات الحياة فى هذا العالم!

المرة الأولى التى يرفع فيها العالم من كل قلبه شعار «التعاون من أجل التعليم ومستقبله»، لأنها المرة الأولى التى تتوقف فيها المدارس والجامعات فى 188 دولة عن استقبال طلبتها (أكثر من مليار و576 مليون طالب وطالبة يجلسون اليوم فى بيوتهم). 

المرة الأولى التى نتباعد جسدياً، ونتواصل اجتماعياً بطرق مختلفة ومبتكرة من أجل حماية أنفسنا والآخرين، والمرة الأولى التى نتوحد - للضرورة - حول قيم التكاتف والتضامن والتعاطف والتسامح والثقة والمسئولية الاجتماعية.. وجودة الحياة وسعادة الإنسان كما يجب أن تكون!

المرة الأولى التى نمتلك فيها معاً زمام المبادرة من أجل تحديد وصنع ملامح المستقبل الذى يريده كل إنسان!

المرة الأولى التى لن ننتظر فيها كائنات فضائية ستهبط على الأرض، كما لن تشتاق الكائنات الفضائية - على الأرجح - للقاء أهل الأرض هناك!

المرة الأولى التى يعيد فيها الناس ترتيب حساباتهم وعلاقاتهم الإنسانية وقائمة نجومهم المفضلين! 

الخلاصة: وأنت تتذكر حكايات الفيروس فى لحظة ما قائلاً: «كان هنا منذ قليل»، لا تنس طبيباً أو ممرضاً أو عالماً أو جندياً غامر بحياته فى الشوارع الخالية من أجل حياتك وسلامتك! تذكّر أولئك الذين منحوك الثقة فى الحياة والمستقبل.. قائداً ألهَمَك، ومعلماً لم يفارقك، وأتمنى أن تختتم قصتك وقتها قائلاً: «ساعدتهم فساعدوني»!

نبدأ من الأول

 

[email protected]