رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 

 

استفزنى تصريح أحد ممثلى منظمة الصحة العالمية منذ أيام بقوله: لا توجد دولة بالعالم كانت جاهزة لمواجهة فيروس كورونا والذى يبدو من حديثه أنه يحاول إبراء ذمة المنظمة  من مسئوليتها عن انتشار جائحة كورونا، وهى أكبر جائحة تشهدها البشرية فى العصر الحديث، حقيقة أن غالبية الأنظمة الصحية للدول رسبت فى اختبار مكافحة الوباء، وشاهدناها تتصارع على الكمامات وأجهزة التنفس الصناعى، بعد أن كان صراعها على غزو الفضاء وتطوير الأسلحة النووية والباليستية، لكن المنظمة المنوط بها تنمية الوعي الصحي والحفاظ على سلامة العالم الصحية، وتنسيق الجهود لمراقبة نشوء أمراض معدية، فهل قامت بواجبها كما يجب؟

علينا أن نعود لبداية ظهور ما يعرف بفيروس كورونا المستجد فى أول بيان للمنظمة يوم  15 يناير  الماضى و جاء فيه أن الصين أبلغتها  بإصابة41 شخصاً من مدينة ووهان  بأعراض حادة في الجهاز التنفسي بسبب فيروس غامض  تشير التحقيقات المبدئية أنه انتقل لهم من خلال سوق محلي للحيوانات، وأشاد البيان بسرعة الصين في إبلاغها، على عكس ما حدث في وباء سارس، وأضافت أنها وضعت مكتبها في الصين والمكتب الإقليمي ومقرها الرئيسي في حالة تأهب لمتابعة الموقف ومنعه من الخروج عن السيطرة.

وبعدها بشهرين وبالتحديد يوم 11 مارس أعلنت المنظمة «كوفيد - 19» جائحة عالمية بعدما بلغت الوفيات أكثر من  4300 والإصابات أكثر من  120 ألف إنسان حول العالم. وفى اليوم التالى أعلنت الصين انتصارها على كورونا وأشاد تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية  بها، وقدرتها على مواجهة الفيروس وهو ما أدى لتوجيه انتقادات له وللمنظمة بل ووصلت إلى الاتهام المباشر له بالتواطؤ ومجاملة الصين، والذى دعمت انتخابه رئيسا للمنظمة، وهو ما تسبب في الكارثة التي يواجهها العالم حالياً.

وبعد فشل امريكا فى مواجهة الوباء واحتلالها المركز الأول فى الإصابات، تنصل ترامب من مسئوليته وغرد قائلا: «لقد أفسدت منظمة الصحة العالمية الأمر بالفعل، لسبب ما، ورغم أنها ممولة من جانب الولايات المتحدة، إلا أنها تركز على الصين، سنلقي نظرة على هذا الأمر».

وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا: «لحسن الحظ، رفضت نصيحتهم بإبقاء الحدود مفتوحة مع الصين، لماذا أعطونا هذه النصيحة المغلوطة»؟ وهدد بتعليق دفع المساهمة الماليّة الأمريكية.

 إذا كانت الحكومات  لم تعد نفسها لمواجهة وباء كورونا،  فإن منظمة الصحة أيضا، لم تكن على قدر المسئولية حينما تأخرت كثيرا فى إعلان فيروس كورونا المستجد كوباء عالمى،  وإذا كان النظام العالمى بعد كورونا ليس مثل ما قبلها فإن منظمة الصحة العالمية أيضا، بل والأمم المتحدة لن تبقى على وضعها الحالى.

ما فعله بعض أهالى قرية بولس بالبحيرة ورفضهم دفن جثة أحد ضحايا كورونا بمقابر البلدة، وتدخل الأمن لإتمام الدفن، يحتاج للتأمل، فالعدوى نقلت اليه من ابنه الطبيب الذى يعمل بالصفوف الأمامية لمحاربة الوباء بمستشفى العزل بالعجمى بالإسكندرية والذى تم عزله أيضا. فماذا سيكون شعور هذا الطبيب عندما يتعافى ويعاود عمله لإنقاذ المصابين، ذلك يدفعنا الى التساؤل ماذا سنفعل لا قدر الله إذا تضاعفت جثث ضحايا الوباء؟

 

[email protected]