هموم مصرية
وسط لعنة وباء كورونا.. أخذت تهل علينا روايح الشهر الكريم.. وكأننا نتنسم تقاليد وأيام وليالى شهر رمضان.. بما نعلم عنه أنه شهر العبادات الأفضل، وشهر الخير، الذى يعم على الجميع.. إذ بدأ التليفزيون يمهد لنا قدوم هذا الشهر بكل خيراته بإذاعة بعض أغانى رمضان وأدعية حتى ولو جاءت من خلال فوانيس رمضان.. وكذلك من خلال بعض «تترات» ما تمكنت بعض القنوات من إنتاجه من المسلسلات والبرامج والأدعية.
ولكن المؤكد أن رمضان هذا العام ليس كما كان رمضان فى السنوات الماضية، وإذا كان رمضان - فى السابق - هو شهر الصوم وصلاة التراويح وعودة أقدامنا وهى تعود إلى المساجد وبالذات صلاة الفجر.. فلا نعرف كيف نتقبل ولو نفسياً البقاء فى البيت، ومنا من كان يتسابق ليصلى التراويح فى بيوت الله.. فماذا نفعل الآن وكورونا اللعين يجبرنا على البقاء فى البيت.. ولا نعرف كيف ستمتد موائد الرحمن بخيرات الشهر الكريم وكانت جماعات عديدة تنتظر هذه الموائد، من العام إلى العام.. نقول ذلك لأنه ربما تجد الدولة نفسها مضطرة إذا تفاقم أمر هذا الوباء وامتد حظر التجوال.. وهل نجد من يتبرع بتوزيع وتوصيل وجبات الإفطار إلى حيث من يستحقها.
< ونتذكر="" هنا="" أن="" منا="" من="" يتعامل="" «مع="" الخير»="" فى="" شهر="" رمضان="" وحده..="" فيمتد="" خيره="" إلى="" من="" يستحق="" وينتظر..="" وهل="" يكتفى="" هؤلاء="" بتوزيع="" الأموال="" كبديل="" عن="" وجبات="" الإفطار="" وإذا="" كانت="" الدولة="" بما="" كان="" تقوم="" به="" هيئات="" خيرية="" عديدة="" ربما="" تفكر="" فى="" توصيل="" هذه="" الوجبات..="" فهل="" نجد="" من="" رجال="" الخير="" الذين="" تعودوا="" أن="" يشرفوا="" بأنفسهم="" على="" الموائد="" هذا="" العام..="" وهى="" عادة="" عرفتها="" مصر="" منذ="" أنار="" نور="" الإسلام="" صدور="" شعبها="" طوال="" العصور="" الإسلامية..="" وفى="" العصر="" الملكى="" كان="" الملك="" فاروق="" يتصدر="" هذه="" المائدة="" الملكية="" فى="" ميدان="" عابدين="" كل="" عام="" ثم="" يتصدر="" السرادق="" الكبير="" ليستمع="" إلى="" كبار="" المقرئين="" وهم="" يتلون="" القرآن="">
< ولكن="" هل="" ينجح="" التليفزيون="" فى="" أن="" يقدم="" للناس="" نصف="" ما="" كان="" يقدمه="" فى="" الشهر="" الكريم،="" زمان..="" رغم="" أنه="" أصبح="" صناعة="" رائجة="" يعيش="" رجالها="" على="" ما="" يقدمونه="" من="" دراما..="" ثم="" ماذا="" عمن="" كان="" ينطلق="" بعد="" صلاة="" التراويح="" إلى="" المقاهى="" الشعبية="" فى="" كل="" مكان..="" وكان="" الشهر="" الكريم="" هنا="" شهراً="" للخير="" أيضاً="" على="" هؤلاء="" العاملين="" فى="" المقاهى..="" وماذا="" عن="" باعة="" حلوى="" رمضان="" من="" كنافة="" وقطايف="" وأصابع="" زينب..="" هى="" فعلاً="" خسائر="" مؤكدة="" تنزل="" بنا="" هذه="" الأيام..="" إلا="" إذا="" كان="" الله="" سبحانه="" وتعالى="" وهو="" خبير="" بالدعاء="" قد="" استجاب="" إلى="" دعواتنا="" أن="" يرفع="" هذا="" الوباء="" عنا="" وعن="" كل="">
لقد كان رمضان «مؤسسة» اقتصادية عملاقة ومصدراً للخير.. ماذا يفعل كل هؤلاء.. وليس أمامنا إلا أن نواصل الدعاء «اللهم.. بلغنا رمضان».