رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

على طريقة «الرجل الواقف وراء عمر سليمان» تعامل كثيرون مع الزيارة التي قامت بها الدكتورة هالة زايد الى ايطاليا، وربما أيضاً مع زيارتها السابقة الى الصين!

فعندما وقف اللواء عمر سليمان يرحمه الله، ليعلن نبأ تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة، كان مدير مكتبه يقف وراءه ويملأ كادر الصورة في الخلفية.. ولكن.. ما كاد الرجل ينتهي من القاء بيان التخلي، حتى انشغل كثيرون أيضاً وقتها بمن يقف وراءه، وبمن يكون على وجه التحديد!.. وكان ذلك يعني الانشغال بالتفاصيل دون أصل الموضوع!

وهذا تقريباً ما حدث مع زيارة وزيرة الصحة الى الأراضي الإيطالية.. فالتعليقات في كثير منها راحت تهاجم زايد وتتهكم عليها، لأنها لم تكن ترتدي الكمامة الطبية، بينما كل الذين كانوا برفقتها أو في استقبالها كانوا يرتدونها، وهو أمر ليس مفهوماً ولا يمكن استيعابه في نظر المهاجمين والمتهكمين!

وقد فاتهم أن الكمامة في الحقيقة ليست هي الموضوع.. وانما الموضوع أن الوزيرة ذهبت بتكليف من الرئيس، وأنها طارت وفي رفقتها مساعدات طبية تملأ طائرتين عسكريتين، وأن الهدف هو الوقوف الى جوار الإيطاليين في محنة ڤيروس كورونا التي مروا بها ولا يزالون!

والموضوع الذي لم يستوقف المهاجمين والمتهكمين، أن كل صندوق من المساعدات كان يحمل هذه العبارة : من الشعب المصري الى الشعب الإيطالي!

والمعنى الذي كان لا بد أن يستوقف الجميع، أن هذه مساعدات من شعب الى شعب، قبل أن تكون من حكومة الى حكومة، حتى ولو كانت مساعدات رمزية تنطوي على ما هو معنوي بطبيعته، أكثر مما تقدم من أدوات وأجهزة طبية مطلوبة بقوة في ظروف المحنة وفي أجوائها!

والمؤكد أن الشعب الإيطالي سوف يظل يذكر ذلك في المستقبل بامتنان، وسوف يظل يذكر أن القاهرة قدمت له في محنته، ما لم يقدمه الاتحاد الأوربي بجلالة قدره، رغم عضوية ايطاليا فيه، ورغم أنه كان من المفترض أن يسارع ويبادر الى تقديم ما يستطيعه إليها، ورغم أن امكانات الاتحاد أقوى بالتأكيد من امكانات مصر!

كانت الزيارة رسالة تضامنية مطلوبة في حينها، أكثر منها زيارة تقدم مساعدات أو تمنح أجهزة وأدوات، وكان هذا بالضبط هو الذي دعا إليه انطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عندما قال مع بدء انتشار الڤيروس في أنحاء العالم، إن على كل دولة أن تتعاون مع باقي الدول في مواجهته، لأن ذهاب كل دولة على حدة الى مقاومته لن يكون هو الحل الأمثل!

هذا ما كان علينا أن ننشغل به ونلتفت إليه، قبل أن نتوقف أمام غياب الكمامة عن وجه الوزيرة في مشهد كان أوسع في معناه!