رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

حراك جرى مؤخرًا سلط الأضواء على تموضع لقراءة جديدة تشير إلى أننا قد نشهد فى القريب العاجل توافقًا بين الدول العربية يفضى إلى لم الشمل والتوحد حول موقف عروبى واحد حيال سوريا، فالاتصال الهاتفى الذى أجراه ولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد بالرئيس بشار قبل نهاية مارس الماضى من شأنه أن يفتح المجال نحو عودة سوريا إلى الجامعة العربية كعضو فاعل بما يعنى إصلاح الخطأ الذى وقعت فيه الدول العربية عندما قرر وزراء الخارجية العرب فى اجتماع طارئ عقد بالقاهرة فى نوفمبر 2011 بتعليق عضويتها فى الجامعة وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضدها ومطالبة الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق. وهكذا حرك الشيخ بن زايد المياه الراكدة فى المنطقة ليفتح المجال نحو عودة سوريا إلى عضويتها فى الجامعة من جديد.

الاتصال الهاتفى يعنى الكثير، فهو إعلان خليجى علنى عن عودة العلاقات مع سوريا، بل ويفتح المجال للمملكة العربية السعودية لاتخاذ مواقف جريئة تجاه إعادة العلاقات مع سوريا لا سيما وأن ما جاء على لسان الشيخ بن زايد فى معرض تعقيبه على المحادثة الهاتفية مع الرئيس بشار الأسد يصب فى هذا الاعتبار عندما قال: (يجب أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية فى هذه الظروف الاستثنائية وتغلب الجانب الإنسانى فى ظل التحدى المشترك الذى نواجهه جميعًا). كما جاءت كلماته مفعمة بالود والحرص على الشقيق عندما قال:(وأن سوريا البلد العربى الشقيق لن يكون وحده فى هذه الظروف الدقيقة الحرجة). ولا شك أن خطوة الإمارات تجاه سوريا تعد استباقية وجاءت فى أعقاب إعادة فتح السفارة الإماراتية فى دمشق فى 27 ديسمبر 2018، كما جاءت فى أعقاب تبادل الزيارات بين رجال الأعمال والاستخبارات فى الدولتين. واليوم فإن تحرك الشيخ بن زايد يكاد يجزم بأن العلاقات العربية السورية ستعود حتمًا إلى ما كانت عليه وسيلتأم الشمل فى القمة العربية القادمة التى يؤمل أن تعقد فى يونيه القادم فيما إذا لم يتم إرجاؤها بسبب تفشى وباء الكورونا.

لقد استغل الشيخ محمد بن زايد ما يحدث فى المنطقة وتفشى وباء الكورونا ليجرى اتصاله الهاتفى مع الرئيس بشار ليعطى من خلاله رسالة دعم قوية للدولة السورية ويعلى من شأنها، ورسالة دعم للرئيس بشار فى مجمل حساباته الداخلية والإقليمية والدولية، لا سيما فى مواجهة أردوغان العدو اللدود ومعاركه الخاسرة فى الشمال السورى. وهكذا جاء تحرك الشيخ بن زايد من أجل فك العزلة العربية على دمشق، وليشكل نقلة نوعية لعودة سوريا إلى الحضن العربى، وليشكل تموضعًا جديدًا للاستراتيجية الإماراتية مع سوريا بما يمهد الطريق للتموضع الخليجى مع سوريا، وليؤكد بأننا قد نشهد فى القريب العاجل توافقًا بين الدول العربية لعودة سوريا إلى الحضن العربى وتضافر الجميع ضد تركيا التى باتت اليوم تمثل خطرًا على الدول العربية. يحمد لولى عهد أبوظبى الخطوة التى اتخذها عندما أخذ زمام المبادرة وتواصل مع الرئيس بشار. والأمل أن يحذو الآخرون حذوه لتعود المياه إلى مجاريها ثانية صافية نقية مبرءة من جميع الشوائب والنزاعات.