عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس فى جانحة كورونا كله شر.. ففى هذه الأيام التى يمر بها العالم بسبب هذا الفيروس الذى ضرب حتى الآن ثلثى دول العالم  لا حديث الا عن الاضرار التى تسبب بها سواء على المستوى البشرى والاقتصادى والسياسى والكل استعرض خسائره بسبب ما حدث وارتفاع نسبة البطالة إلى أعلى مستوى فى العالم.

 لكن لهذا الوباء عدة فوائد تم رصدها على مستوى الافراد والاسر وعلى مستوى الدولة والعالم.. فلأول مرة تجتمع الأسر كاملة العدد نصف يوم كامل على الاقل رغم شعارات التباعد الاجتماعى الا انها خلقت التقارب الاسرى واصبح الكل مجبرا على إدارة حوار مع اسرته وهو امر كانت المجتمعات ليس فى مصر فقط ولكن فى دول كثيرة فى العالم، تفتقده وهو الأمر الذى سوف يستمر حتى بعد انتهاء هذه الجائحة وزاد التقارب بعد القرارات الخاصة بإغلاق المقاهى والاندية والكافتيريات وصالات الجيم والالعاب وغيرها من وسائل الترفيه وتضاعفت مع فرض حظر التجوال.

 ومن الفوائد أيضا التخلص من العادات والتقاليد السيئة التى كان المجتمع يعانى منها وعلى رأسها طريقة السلام بالأحضان والقبلات وغيرها من وسائل التعبير عن الترحيب والاشتياق  كما عززت الازمة اهتمام الناس بالنظافة العامة والشخصية من قبيل الوقاية من المرض والاهتمام بنظافة المنازل والمركبات العامة والخاصة وتطهيرها ووسائل نقل الركاب بداية من الاتوبيسات والقطارات وحتى سيارات الميكروباص وامتدت هذه الحالة إلى التوك توك وهو ما نريد ان تستمر حتى بعد انتهاء الأزمة.

ويجب ان نشير إلى ان الاجراءات الاحترازية التى اتخذت وحظر التجوال واغلاق المحلات أعاد للبيئة جزءا من توازنها خاصة فى المدن المزدحمة وعلى راسها القاهرة الكبرى فحظر التجوال أوقف مئات الاف من السيارات من السير فى الطرق وما تتركه من مخلفات تلوث البيئة بجانب إغلاق المطاعم والمقاهى فلأول مرة منذ وقت طويل تشم هواء نقيا فى القاهرة خاصة مع التشدد فى تطبيق الحظر عكس الحظر الذى شهدته مصر فى اعقاب احداث يناير 2011  ونتمنى من وزارة البيئة ان تكشف عن معدلات التحسن عقب انتهاء الجانحة.

ومن الفوائد اغلاق المحلات من الساعة 7 مساء ثم الساعة 5 مساء وتعود الناس على هذه المواعيد وتنظيم وقتهم على شراء حاجتهم فى هذه الاثناء وكانت الحكومات المتعاقبة قد ارادت اغلاق المحلات اسوة بدول العالم الساعة 8 أو حتى الساعة 10 والمقاهى الساعة 12 ليلا إلا انها فشلت فى تنفيذه خاصة فى المدن الكبيرة، ومن فوائد حظر كورونا جعل الحكومة قادرة على تطبيقه بعد انتهاء الجانحة والأجهزة المطالبة بتنفيذ القرار قد تدربت عليه وتستطيع تنفيذه بسهولة خاصة مع قبول شعبى للقرار.

ومن الفوائد التى عادت على الدولة ان الفريق الطبى المصرى اصبح مدربا على مثل هذه الاحداث كما اصبح لدينا غرفة ادارة ازمة برئاسة رئيس الحكومة قادرة على ادارة الاحداث بمنتهى المهنية والاحترافية، كما تم دعم القطاع الصحى بكل ما يحتاجه من أجهزة خاصة وأجهزة التنفس الصناعى وغيرها من الأجهزة التى كانت لا تجد دعما ماليا لإحضارها إلى مصر.

ومن الفوائد ان شركات كبرى لإنتاج الأجهزة الطبية تنازلت عن حقوقها فى الأجهزة الخاصة بها  ويمكن الان تصنيعها محليا  بدون اى اعباء على المصانع المصرية.

اما على المستوى الدولى فالعالم رغم انه اصبح دولا منعزلة الا ان التضامن العالمى لمواجهة الفيروس اصبح فى اوجه واصبحت الحكومات اقرب من بعضها من اى وقت مضى، وهو ما يجب ان نستغله للمطالبة بإسقاط الديون لانقاذ الاقتصاد العالمى الذى على وشك الانهيار.

ومن الفوائد أيضا عودة الدعم للبحث العلمى للبحث عن علاج ولقاح للفيروس وأصبحت كل دول العالم توفر الامكانيات المادية للباحثين فى محاولة للإسراع لإيجاد العلاج لإنقاذ العالم ومن سيجد العلاج واللقاح اولا سيعوض كل خسائره اثناء هذه الفترة.

جانحة كورونا سوف تمر بلا شك مثلما مرت غيرها الكثير من الاوبئة وعلينا ان نعزز فوائدها وأن نحولها إلى نظام دائم لحياتنا.