رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

قررت كتابة ذلك المقال حتى يدخُل الأمان والطمأنينة فى قلب الكل، فهو نابع من تجربة شخصية حدثت معى وأردت ان انقلها للجميع للعظة والتدبر فى حكمة الله وتدبيره لشئون عباده ولبث طاقة إيجابية قد يحتاجها الكثير وخاصة فى ظل تلك الظروف التى تمر بها البلاد والأغلبية يملؤهم اليأس والإحباط لعلى أكون سببا فى إدخال السرور والطمأنينة فى قلوب الكثير.

السنة الماضية تواصلت معى جامعة فى المملكة العربية السعودية للتدريس، ففكرت فى الأمر بأنى لا أستطيع العيش خارج مصر ولكن بعد تفكير وافقت بنية اداء عمرة ومن ثم ارجع للوطن عقب انتهاء الترم الأول، وفى اول يوم لى بالجامعة صادفت زميلة مصرية وتبادلنا الحديث فذكرت لها انى ناوية استمر حتى انتهاء الترم الأول وأعلنت رغبتى فى اداء العمرة ومن ثم اعود للوطن، فتفاجأت من رد فعلها ولن أستطيع أن انساه! فقالت لى بالنص: «عمرة ايه دى آخر حاجة أفكر فيها!» فأخبرتها انى من الأصل وافقت على التدريس من أجل اداء العمرة ودى فرصة صعب تتعوض ومحدش عارف بكرة فيه ايه؟! ولكن اصرت على جملتها السابقة ونصحتنى ان لا افكر فى اداء العمرة الآن! تذكرت مقولتها بعد احداث فيروس كورونا ومُنع الكل من اداء الصلاة فى المسجد المكى والنبوى خوفًا من انتقال العدوى كإجراء آمني! وخلال تلك السنة لم تقم هى بزيارة الحرم المكى او النبوى! اما عنى فقد أكرمنى الله عز وجل بزيارة بيته وخلال اقامتى هناك تعرفت على أسرة مصرية كانوا عونًا لى وبمثابة أسرتى الثانية ولم أشعر قط معهم بالغربة وكأن الله سخرهم لى، وتذكرت أن من سعى بصدق نحو أهدافه سخر الله الكون كله من جماد وحيوان وانسان لخدمته ولمساعدته فى الوصول لهدفه! ونصحونى ان أتراجع عن فكرة العودة للوطن وان استمر للترم الثانى وان أفكر فى الحج!

وخلال زيارة لى للحرم المكى قمت بزيارة جبل عرفات قبل أداء العمرة مع تلك الأسرة وهناك نقشت اسمى على الصخرة وكتبت فيها اسمى وتحته حج 2019! ونسيت الأمر ولكن الله زرع فى قلبى الرغبة فى ان اكون من حجاج عام 2019 وبالفعل كتبها لى وأكرمنى بها!

خلال الايام الماضية تواصلت معى اسرة مصرية تعرفت عليها خلال تواجدى بالمملكة وكنا نذهب معًا للحرم فى العشر الأواخر من رمضان وكنت أشجعهم عندما ينتابهم الكسل وأخبرتهم بأن محدش عارف بكرة فيه ايه! حتى اشجعهم وبالفعل كنّا نذهب معًا وأخبرونى أنهم تذكروا ما كنت أخبرهم به بأن محدش عارف بكرة هيحصل ايه؟! بعد ما حدث بالحرم المكى من منع المصلين وأخبرونى أنهم كانوا سيشعرون بالندم لو لم يذهبوا وقتها!

اما عن زميلتى فلم تنوِ زيارة الحرم لأداء العمرة باعتبار هذا آخر شيء تفكر فيه! واما عن هذه السنة فأنهوا عقدها ولم تتمكن من زيارة الحرم بإرادة ربنا! جعلت زيارة الحرم آخر أمانيها فنسيها الله ولم يجعلها تستطيع بإرادته زيارة بيته! اما عنى فنويت اداء العمرة قبل ان اسافر بل هى كانت سبب سفرى فأكرمنى الله أكثر مما أريد بحج بيت الله وأداء الفريضة.

قصدت اسرد تلك القصص القصيرة لأخبر الجميع بأن ارادة الله فوق ارادة البشر، ولا احد يعلم ماذا يحدث غدًا، كل ما فى الأمر أن ينوى الإنسان الخير ويسعى لأداء رسالته فى الدنيا ولتحقيق أحلامه وأهدافه ويسعى لها بصدق وسيسخر الله الكون كله لأجله، وفى كل موقف سلبى أشياء إيجابية ستظهر مع الوقت، فلا تعامل الله الكامل بعقلك الناقص، ولا تحزن عندما تتمنى شييا ولا يحدث فسوف تعلم عاجلًا ام آجلًا ان المنع كان عين العطاء وقد يكون فى العطاء المنع.

 [email protected]