رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا تخلو أوضاع الدول فى منطقتنا من مفارقات فى مواجهة كورونا الجّوال حول العالم، وليست ليبيا على حدونا فى الغرب سوى واحدة من هذه الدول!

ففى بدايات ظهور الڤيروس فى مدينة ووهان الصينية، ثم خروجه منها متجولًا فى كل مكان، عقدت الحكومة المؤقتة فى شرق ليبيا اجتماعًا على وجه السرعة، وقالت إنها سوف تمنح طلاب المدارس والجامعات اجازة، وأن ذلك سيكون على سبيل الإجراءات الاحترازية التى تتخذها هى تجاه مواطنيها، بمثل ما تتخذ دول أخرى اجراءات مماثلة لحماية المواطنين على أرضها!

وما كادت ساعات تمضى بعد اجتماع الحكومة فى الشرق، حتى كانت حكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس الغرب، تجتمع هى الأخرى وتقرر اتخاذ خطوات مشابهة للخطوات التى جرى اتخاذها فى شرق البلاد!.. وكان هذا مما يدعو إلى الأمل فى الجارة الشقيقة!

فللمرة الأولى تدرك الحكومتان أن اختلافهما، بل وصراعهما معًا، لا يجوز أن ينسيهما أن عدوًا واحدًا يمكن أن يهددهما سويًا، وأن يهدد معهما البلد على امتداده، وأن يؤذى المواطنين دون تفرقة بين مواطن منهم يسكن الشرق، وبين مواطن آخر يقطن الغرب!

وكان الأمل أن تصل هذه المعانى كلها إلى حكومة الغرب على وجه الخصوص، لأنها هى التى استدعت الوجود التركى إلى أراضى البلاد، ولأنها هى التى استدعت وتستدعى ميليشيات إلى العاصمة، ولأن عليها أن تدرك أن استدعاء مثل هذه الميليشيات وحمايتها، أشبه ما يكون بواحد يربى ثعبانًا فى بيته، دون أن ينتبه إلى أن هذا الثعبان سرعان ما سوف يستدير عليه ليلدغه فى آخر المطاف!

كان هذا هو الأمل ولا يزال، رغم أن الأنباء الواردة من هناك لا تبعث على التفاؤل، وبالذات فى الساعات الأخيرة من تطورات كورونا حول العالم!

كان الأجدى بهذه التطورات المتصاعدة أن ترجح ميل حكومة الوفاق فى الغرب إلى التهدئة الدائمة، لا إلى التصعيد كما حدث من جانبها إلى حد استهداف قائد بارز فى الجيش الوطنى الليبى الذى يقوده المشير خليفة حفتر.. وما كاد هذا يحدث حتى كان الجيش الوطنى يرد باستهداف قوات حكومة الوفاق فى أرجاء العاصمة وفى مصراتة وفى كل مكان حول المدينتين!

تحتاج الأطراف كلها فى ليبيا إلى استيعاب درس كورونا، الذى يقول إن عدو الشرق هو نفسه عدو الغرب، وأنهما فى حاجة إلى الى محاربته على جبهة واحدة.. لا على جبهتين ولا على أكثر!