رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

                    

غطى ڤيروس كورونا على الكثير مما كان الناس سيتابعونه باهتمام، لو أن حياتهم خلت من هذا الڤيروس الذي سنؤرخ حياتنا على أساسه بعد انقضاء فترته، فنقول وقتها إن الأمر قبل كورونا كان كذا، وبعد كورونا أصبح الأمر كذا.. وبينهما مسافة ممتدة! 

ومما تابعته في أجواء كورونا العصيبة، أن مواطناً لبنانياً كان الى أيام قليلة لا يكاد يذكره أحد، فإذا به في ساعات يحتل مساحات من الصفحات الأولى في جرائد لبنان، وتملأ تفاصيل حكايته الأجواء في العاصمة اللبنانية بيروت.. ومعها أجواء خرى! 

المواطن اسمه عامر الفاخوري، وكان مديراً لمعتقل الخيام في جنوب لبنان وقت احتلال اسرائيل للجنوب اللبناني في سنوات مضت! 

وقد جرى اتهامه في قضايا تعذيب لعدد من المعتقلين وتم حبسه لفترة، ثم جرى الإفراج عنه مؤخراً ربما لأسباب صحية، لأنه بدا في حاجة للعلاج بعد خروجه.. أو هكذا قيل للناس كما سوف نرى في ختام حكايته عند آخر هذه السطور! 

ولأمر ما.. صدر قرار من الجهة المختصة في لبنان بمنعه من السفر، وكان من الواضح أن المنع له علاقة بالقضية التي كان متهماً فيها ولايزال! 

ولكن هذا كله ليس مهماً في الحكاية من أولها الى آخرها، بقدر ما كان المهم أنه يحمل الجنسية الأمريكية الى جانب جنسية بلاده.. ففي غمرة انشغال لبنان وحكومته بمكافحة وباء كورونا، حطت طائرة مروحية في حديقة السفارة الأمريكية في بيروت، وبقيت في مكانها لخمس دقائق، ثم حملت الفاخوري الى الولايات المتحدة الأمريكية! 

ومن الغريب أن رادارات مطار العاصمة اللبنانية لم ترصد المروحية، لأن نظاماً للتشويش رافق عملية الهبوط والإقلاع بحيث لا يمكن رصد الطائرة في هبوطها ولا في اقلاعها!.. وحين سألوا السفيرة الأمريكية لدى لبنان عن تفسيرها لما حدث قالت إن الفاخوري مريض، وإنه في حاجة الى العلاج، وإن اغلاق مطار بيروت بسبب كورونا، قد حال دون خروجه من لبنان بالطريق الطبيعي! 

وهو تبرير يستخف بعقول الناس، لأن السفيرة لم تفسر التشويش على الطائرة، ولأنها لم تذكر شيئاً عن الطريقة التي كان سيخرج بها لو كان المطار مفتوحاً.. فهو ممنوع من المغادرة بقرار من قضاء البلد، ولا بديل عن احترام القرار ومعه البلد! 

أمريكا تعرف أنها دولة كبيرة، بل أكبر دولة في العالم، ولكن يفوتها في الكثير من الأحيان أن تتصرف بالقدر نفسه من الكبر!