هموم مصرية
ما دام بيننا منتفعون بالأوبئة، أى تجار الأزمات وأثرياؤها.. لماذا لا نلجأ إلى فرض التسعيرة الجبرية للسلع الحيوية.. وقد عرفنا هذا النظام مرات عديدة خلال حياتنا، وكانت هذه التسعيرة تطبق على الجميع بلا هوادة.. ولم تكن قضايا المتحايلين على هذه التسعيرة يحاكمون أمام القضاء المدنى الذى تمتد درجاته وتطول إجراءاته عدة سنوات.. هنا كانت هذه القضايا تحول إلى القضاء العسكرى عملاً بمبدأ الشدة على الأقلية، لمصلحة الكل، أى الأغلبية.. وكانت هذه الأحكام العسكرية تضم الغرامة والحبس، والمصادرة والإغلاق.. وشاهدت بعينى كيف كانت السلطة تغلق- حتى المخابز رغم أهميتها وتسحب المخالفين إلى السجون.. ولو استولى على رغيف واحد.. وكان ذلك هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع المخالفين، الذين تربحوا كثيراً من عرق الناس.
< ولا="" أعرف="" لماذا="" تتكاسل="" الدولة="" عن="" هذا="" الأسلوب="" الذى="" يردع="" كل="" الجشعين،="" حتى="" لو="" لجأوا="" إلى="" مساعديهم="" ليحملوا="" هم="" نتائج="" جرائمهم..="" يعنى="" «يشيلوا..="">
وإذا كان أسلوب المحاكم العسكرية مقبولاً، زمان، وأنه ليس مقبولاً هذا الزمان، فلماذا لا ننشئ دوائر قضائية عاجلة من القضاء المدنى، مهمتها محاكمة الجشعين، وإذا كان القضاء المدنى يقوم بأعمال عديدة للتأكد من الجريمة.. فإن هذا هو المرفوض، فالجريمة تمت أمام الكل، واستكملت حلقاتها بالضبط، ولا تحتاج إلى أى تحقيقات، وكان هذا هو الذى سمح للمحتسب بأن ينفذ الحكم وفوراً وربما فى نفس اليوم، ولذلك كانت تتم عمليات التجريس أى فضح من ارتكب الجريمة فى الحال والتو.
< وإذا="" كنا="" نقول="" إن="" طول="" مدة="" التقاضى="" أمام="" القضاء="" العادى="" هو="" الظلم="" نفسه..="" فإن="" سرعة="" الحكم-="" وخلال="" ساعات-="" هو="" العدل="" نفسه،="" فالجريمة="" علنية..="" والدلائل="" متوافرة..="" لماذا="" إذن="" التأجيل="" جلسة="" وراء="">
هنا الحل هو إنشاء دوائر قضائية «مدنية» تكون جاهزة للنظر وإصدار الحكم عاجلاً وفى نفس الجلسة.. يعنى والقضية ساخنة.. وقبل أن تبرد.. أو يتوصل المجرم الحقيقى إلى من «يشيل» القضية نيابة عنه.
< القضاء="" المستعجل،="" العاجل،="" هو="" العلاج="" الشافى،="" ومن="" حق="" كل="" شعب="" أن="" يهنأ="" بتحقيق="" هذه="" العدالة="" الناجزة..="" نقول="" ذلك="" لأن="" الأمر="" يقتضى="" أيضاً="" تفعيل="" واستخدام-="" وتجديد="" نظام="" مفتشى="" التموين،="" عملياً..="" وليس="" شكلياً="" كما="" هو="">
نقول ذلك لأن ما يجرى أراه هو الجريمة ذاتها، أى رقابة شفوية.. وقرارات يجب أن تجد من ينفذها.