عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فجأة تهاوت عروش جبابرة العالم.. فجأة توقفت الدنيا.. وأعلن العباقرة عن عجزهم.. فجأة دعا إمبراطور بريطانيا العظمى التى كانت يوما لا تغرب عنها الشمس شعب أمته إلى الاستعداد لوداع أحبائهم وذويهم وأن يستعدوا إلى رحيل يطول أمده وسفر بدون عودة.. وموت لا محالة معلناً أنها النهاية.

فجأة شخص بصر هولاكو عصره وزمانه.. ترامب.. الذى لم يمض يومًا منذ قدومه الشؤم.. إلا وشرع لباطل يسود العالم.. وسلب ونهب لثروات المعمورة.. وصكوك لبيع دول وأوطان.. قدس وأقصى وجولان.. وسبحان الله.. فقد دعا يومًا إلى بناء سور يعزل أمريكا عن جيرانه.. المكسيك وغيرها.. فيأتى العزل إليه وإلى بلده عن العالم.. وليس المكسيك وحده.. ولم يجد امامه إلا أن يدعو قومه والعالم إلى صلاة الأحد والدعاء لعل وعسى يكون هناك المخرج.. وقال إن تاريخنا هو حماية الرب لنا.

إذن هولاكو عصره ورئيس أمريكا صانعة ومهد السلاح والتكنولوجيا.. وزعيمة إبادة الشعوب بأسلحة الدمار الشامل.. جاءت لحظة عجزت فيها أمام كل هذا ولجأت الى الله بالدعاء والصلاة.. لكن الغريب فى الأمر.. لم نسمع أحداً ممن نصبوا من أنفسهم جهالُا للطعن فى الإسلام اعتراضا على لجوء هولاكو عصره وزمانه إلى الصلاة والدعاء.. لم نسمع منهم اعتراضًا على استسلام رئيس وزراء بريطانيا ودعواه إلى الاستسلام ولا على استسلام ترامب ودعوته إلى الدعاء،..لم نسمع منهم وهم يسخرون من الدين وعلماء الإسلام عن عظمة وحضارة وانتصارات المسلمين فى مجالات العلم والفكر والتنوير يوم كانت أوروبا غارقة فقراً وجهلاً.. بقدر ما سمعنا منهم عن تسويق كل ما هو باطل للنهش فى الدين.. وهم من جهال الأرض.

إن زلزال كورونا أكد للعالم أجمع خاصة صناع سلاح دمار وفناء الأمم ولصوص أوطان وثروات العالم.. إنه مهما بلغوا من قوة فإنه فى لحظة يتوقف عالمهم.. وتتجمد عقولهم.. وهم من صنعوا للشر ديناميت إبادة البشر وامتلأت البحار والأرض بدماء مئات الملايين من البشر أطفالا ونساء وشبابا.

إن حضارة المسلمين يوم تشرفت بالانتماء بدينها أضاءت العالم بنور علمائها ومفكريها فى مجالات الطب والدواء العلوم والفلك والصناعة والزراعة والفنون.. وأضاءت الدنيا وقت كان الظلام يسود أوروبا.

إن العالم العربى والاسلامى ليس بعاجز عن تقديم علماء فى كل المجالات ولكن التربة فى حاجة إلى من يرعى العلم والعلماء ويتصدى بالفكر والحوار لمن تجرؤا على الدين والطعن فى ثوابته.. ومن أساء إلى الدين بتطرفه وجهله.. تربة عالمنا العربى والاسلامى فى حاجة إلى مناخ حر يبدع فيه العلماء.. كما أبدع أجدادهم فكانت منارة الإسلام هى الجامعة والمعلم.. تربة العالم الإسلامى فى حاجة إلى المنبر والمعمل.. فى حاجة أن تعلم ان أوربا بعلومها معاملها ومراكزها. فيها علماء من العرب والمسلمين.. قدموا للعالم كل ما يخدم وتنهض به الإنسانية مهدت لهم تربتها بمناخ حي. فيا كل من تحاول الطعن فى حضارة قدمت للبشرية علماء ونوابغ اجعل من حياتك رسالة لتوفير مناخ لنبت علماء من جامعة مناخها الحرية والإبداع. وها أنت ترى أن العالم حتى الطغاة منهم لم يفصلوا بين العلم وبين الصلاة والدعاء.