رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

عقب انتشار فايروس كوفيد 19 في أغلبية دول العالم، انتشر وباء من نوع آخر أشد خطورة من فايروس كورونا إلا وهو المبالغة في الإعلام! فمن الممكن حصر عدد ضحايا الفايروس، أما الوباء الإعلامي لن نستطيع حصر ضحاياه فهو يعمل على تدمير نفسية المواطنين، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة لن نستطيع السيطرة عليها، والمبالغة في الإعلام الهدف منها النيل من أمن مصر والمواطنين.

فأعداء مصر في الداخل والخارج يريدون أن يحطمون نفسية الشعب عن طريق إطلاق شائعات الهدف منها إثارة الذعر والخوف بين المواطنين، فهنا كقوة إعلامية نصل بها إلى أن نريد ما يريدون ونفعل ما يريدون فعله، ولا يتم إطلاق أي إشاعة أو أخبار مغلوطة إلا ووراءها خبراء، وعلماء نفس، بحيث تؤثر فكريًا ونفسيًا على المواطنين، الأمر الذي يجعل المواطنين يصدقونها، فمن سمات الإشاعة أن يكون جزء منها صحيحًا، ومن الممكن أن يصبح منطقيًا، بإضافة الجزء غير الصحيح، فمجرد سماع الإشاعة يشعر الفرد بالقلق يصل به إلى الضياع، فنحن كشعب مصر مائة مليون مواطن، آخر إحصائيات أعلنت عنها وزارة الصحة المصرية هي وصول عدد المصابين إلى 166 حالة حتى الآن من أصل 100 مليون! فهل هذا وباء؟! فمن أمثلة الوباء: وباء الطاعون الذي اجتاح أوروبا في القرون الوسطى أدى إلى مقتل ثلث سكانها، وباء الانفلونزا الإسبانية عام 1918 التي أدت إلى مقتل 25 مليونًا من سكان العالم، وباء السارس الذي انتشر عالميًا وأودى بحياة 774 شخصًا في عام 2003.

في علم الوبائيات، الوباء epidemic،هو: «انتشار مفاجئ وسريع لمرض في رقعة جغرافية ما فوق معدلاته المعتادة في المنطقة المعنية»، وتعريف آخر له: «هو مرض ينتشر في عدة بلدان حول العالم في نفس الوقت» كفيروس كورونا (كوفيد19) في الوقت الحالي، ولقد اقتصر الأخذ بمصطلح وباء في أوائل القرن العشرين على الأمراض المُعدية؛ كالجدري والكوليرا والطاعون وغيرها.

فلو طبقنا ذلك التعريف على وطنا الغالي مصر سنجد طبقًا لتعريف الوباء في علم الوبائيات أنه ليس بوباء، لكن طبقًا للتعريف الآخر أي انتشاره في عدة بلدان في نفس الوقت فيعتبر طبقًا لذلك التعريف وباء، لكن المبالغة في الإعلام وإطلاق الشائعات والأخبار المغلوطة هدفها تحقيق مصالح مادية وأهداف أخرى للنيل من أمن مصر وشعبها.

 

‏Email: [email protected]

كلية الحقوق- جامعة الأسكندرية