عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

فى الوقت الذى ينشغل فيه الباحثون فى كافة ارجاء العالم، لسرعة إنتاج علاج لإنقاذ حياة ملايين البشر من فيروس كورونا، يحاول شخص واحد «شرير» السيطرة عليه! فمنذ أيام فوجئنا بوسائل إعلام عالمية تنقل خبرا عن وزير الاقتصاد الألماني، عبر فيه عن غضب ألمانيا بعد علمها بسعي الرئيس دونالد ترامب للحصول على صفقة  للقاح لمرض فيروس كورونا المستجد، وبموجبه تحتكر الولايات المتحدة الحقوق الحصرية للعقار الذى يتم تطويره حاليا من قبل الشركة الألمانية «كيور فاك» للتكنولوجيا الحيوية التى أكدت أنها تعمل على  إيجاده منذ يناير الماضى، و تسعى لتقديمه خلال الصيف المقبل.  ترامب عرض مليار دولار للحصول على الحقوق الحصرية للعقار .  الرد الألمانى جاء سريعا وعنيفاً على لسان وزيرها بأن «ألمانيا ليست للبيع»، وخرج رئيس الشركة قائلا: نريد تطوير لقاح «للعالم كله وليس لدول بعينها». واتهم رئيس الحزب الليبرالى الديمقراطى فى المانيا «ترامب» بأنه يريد أن يستغل هذا الموضوع كدعاية لدعمه في الانتخابات المقبلة. وختاماً صرح وزير الخارجية: لن نسمح «بالشراء الحصرى لأبحاثنا».

شركة «كيور فاك» تأسست في عام (2000)، وهى مختصة في «تطوير العلاجات ضد السرطان، والعلاجات القائمة على الأجسام المضادة، وعلاج الأمراض النادرة واللقاحات الوقائية»، إلا أنها لم تعلن تفصيلات حول اللقاح المنتظر ولكن مبدأ اللقاحات بشكل عام هو إعطاء الشخص جراثيم المرض التي تم قتلها أو إضعافها، ما يؤدي إلى تكوين مناعة في جسمه ضد مرض معين، أى إنها تحفز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة وذاكرة مناعية، بحيث يتذكر جهاز المناعة الفيروس فيقوم بمهاجمته والقضاء عليه .

   رغبة «ترامب» فى شراء العقول الألمانية جاءت لتنكأ جرحاً قديما ومرارة تجلت بالرد الغاضب من مسئوليها، فعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، سقطت برلين، والغنائم ليست الأرض أو المال فقط، ولكن العقول البشرية، وبسبب النظرة المستقبلية التي يتمتع بها السياسيون الأمريكان أدركوا مدى أهمية العقول البشرية النازية في مساعدتهم إن كانوا يريدون حجز مكان في السباق نحو الفضاء، لذلك خصصت أمريكا عملية خاصة وسرية للغاية لتحصيل العقول النازية سمتها عملية المشبك الورقي، وهَرب ما يقارب 500 عالم ألمانى في مختلف المجالات العلمية بعد استسلامهم إلى الجانب الأمريكي، والذين يَرجع إليهم الفضل فى الثورة التكنولوجية الأمريكية، وصعود نجمها كقوة عظمى، منهم على سبيل المثال العالم فون براون، الذى أهدى علمه للجيش الأمريكي (أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى) وساعدهم على بناء أول صاروخ باليستى يداعب الفضاء الخارجي على ارتفاع 80 كم،  وأعطى الحياة للبرنامج الفضائي الأمريكي وأشرف على صعود أول رحلة بشرية تهبط على سطح القمر، تلك السوابق الأمريكية جعلت الحكومة الألمانية لا تتأخر فى الرد على مهاترات سيد البيت الأبيض.

ولا أظن أن ترامب كان يدرك شيئًا مما سبق لسبب بسيط، أنه لم َينس عمله الأصلى كسمسار عقارات القائم على عقد صفقات، ويطبقه فى السياسة، فكل شىء بالنسبة له قابل للبيع والشراء، وهو ما يستخدمه فى السياسة على غرار ما طرحه فى صفقة القرن على الفلسطينيين، وفَاته أن المانيا الآن ليست كالسابق، وما فعله مجرد غرور أمريكى.

[email protected]