رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

 

لم يشأ تنظيم داعش أن يبقى بعيداً عن صخب إعصار ڤيروس كورونا الذى يجتاح العالم، فأصدر تعليمات واضحة الى عناصره ينصحهم فيها بتجنب الذهاب الى أوروبا، باعتبار أن القارة العجوز قد صارت منذ اليوم: أرضاً ومسرحاً للوباء!

وهو يعتمد فى هذه العبارة الأخيرة على ما كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنته، حين قالت فى بيان صادر عنها إن أوربا أصبحت مركزاً للڤيروس!.. وكانت المنظمة قد قالت هذا بالفعل، ولكن ما قالته ليس دليلاً على أن أوروبا تقع وحدها فى مركز الاستهداف من جانب كورونا اللعين!

وربما يكون معدل الإصابة المرتفع فى إيطاليا بالذات، فى بدايات انتشار المرض، ثم فرنسا وإسبانيا لاحقاً، هو الذى دعا المنظمة العالمية إلى الحديث عن القارة الأوروبية بهذا الشكل.. ولكن هذا لا ينفى أن مناطق ودولاً أخرى فى العالم تواجه ما تواجهه القارة.. إيران على سبيل المثال، وهى تقع فى آسيا ولا علاقة لها بأوروبا.. وكذلك الصين فى مرحلة متقدمة من المراحل!

وفى أوقات سابقة كان داعش يطلب من عناصره الذهاب الى أوروبا، والعمل على تنفيذ عمليات عنف وإرهاب فيها، فلما فاجأ كورونا العالم، ثم أوروبا من بين قارات العالم، راح التنظيم يغير من تعليماته السابقة، وراح يمد عناصره النشطة بتعليمات مختلفة!

ولم يشأ أيضاً أن يكتفى بذلك، ولكنه بدأ فى الحديث عن أن انتشار الڤيروس فى أوروبا دون سواها من قارات الأرض، راجع إلى ابتعادها عن طريق الله سبحانه وتعالى، وانخراطها فى عصيان السماء، وعدم التزامها بما تقول به الأديان!

وهذا منطق شاذ فى التفكير، وفى التعامل مع الغير، وفى النظر إلى الآخرين، خصوصاً إذا كانوا على دين غير ديننا، وإذا كانوا يدينون بكتاب سماوى مختلف عن الكتاب الذى نؤمن به ونعتقد فيه.. منطق منحرف تماماً وبعيد عن كل فكر سليم!

فالإنسان فى مواجهة الأمراض المعدية من نوع كورونا هو إنسان فى النهاية، وهو أمام ڤيروس لا يفرق بين الناس على أساس الدين، ولا على أى أساس، ويهاجم الإنسان بصرف النظر كلياً عن دينه، أو جنسه، أو لونه، أو أى شيء آخر مما يمكن أن يكون محلاً للتمييز بين إنسان وإنسان!

فلم يثبت إلى الآن، وأعتقد أنه لن يثبت فى أى وقت، أن مثل هذه العائلة من الڤيروسات، من عينة كورونا، أو سارس، آو إيبولا، أو أنفلونزا الخنازير، أو غيرها، تفرق بين شخص وشخص فى الإصابة، أو تختار هذا وتبعد عن ذاك من الأشخاص!

لم يحدث.. ولذلك كان داعش مريضاً فى عقله قبل كورونا وبعد كورونا، وكان فى الحالتين يوظف الدين فيما لا يجوز، وكان مبتعداً عن جوهر دين الله فى كل الحالات!