رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

 

 

 

هناك من يدخلون التاريخ من باب العظمة greatness ومن يدخلونها من باب الأهمية importance، وآخرون يجمعون بين العظمة والأهمية فى آن واحد.. نكرر.. هناك من القادة من جروا العالم نحو الهلاك والدمار ومعهم شعوبهم هؤلاء الجبابرة الطغاة أمثال هتلر وستالين وموسولينى لا يلجون ابواب العظمة وإنما أبواب أخرى.. كل عظيم هو بالتالى شخص مهم والعكس غير صحيح.. هناك من يمجدون أشخاصًا قاموا بانقلابات أسموها أو ألبسوها رداء الثورات!.. وفى المقابل هناك أيضًا من أخمدوا انقلابات وآخرون حقنوا الدماء برفضهم الاقتتال!.. وتبقى المفارقة عندما يروج بعض الاعلاميين لمناصرة تيار فإذا نجح أظهروا صورًا وأحاديث تبين مشاركتهم وإذا فشلت ادعوا أنهم ما خرجوا إلا ليجهضوا هذا التيار ورفضًا معلنًا له!.. الإنسان الحر دائمًا يفكر وقد يخطئ أو يحالفه الصواب، ولكن أن يتبين له الحق من الباطل والصواب من الخطأ ويصر على مرآه ورؤياه التى أوقعته فى الخطأ، فهذا تيه وتردٍ فى الضلال!..

كثير ممن أسهموا فى أحداث 25 يناير 2011 تنصلوا منها فيما بعد، وآخرون عندما كان لها بريق ادعوا مشاركتهم فيها، وهذا هو التذبذب، وعدم الثبات أو التوازن القيمى!.. فى وفد 7/3/2020 وفى عمودها– على فكرة- كتبت أ. أمينة النقاش تحت عنوان (تأمل فى وداع حسنى مبارك).. ما أراه يحتاج إلى مراجعة من الكاتبة الكبيرة.. فهى تقول فى مطلع عمودها (انقسم الرأى العام حول التوديع الرسمى للرئيس مبارك فى جنازة عسكرية مهيبة. وحفلت وسائل التواصل الاجتماعى بهجوم ضارٍ على شخصه وآخر عن تقييمات انتقائية لفترة حكمه لم تجد نقيصة إلا وألصقتها بنظامه، بينما بدت التعليقات التى تلتمس بعض إنصاف لعهده خجولة وتتخفى وراء كلمة فضفاضة تنطوى على الشىء ونقيضه تقول له ما له وعليه ما عليه.. وردًا على هذه المقدمة وفى نقاط.. حسنى مبارك كان له منظومة، لا نظام .. كانت هى آخر حلقات نظام 23-7-52 !.. وسائل التواصل التى أشارت إليها أ. أمينة هى مجموعات محدودة تمامًا بحدود الناصريين والشيوعيين وأصحاب الاشتراكية العلمية!..

وهاكم هذه الفقرة من مقالى (وجهة نظر أخرى حول مقالين) بوفد 10/1/2014 بعد نهاية ما آلت إليه أحداث 25/1/2011 من بداية غامضة شديدة الغموض فى كثير من جوانحها فإن الأمر يحتاج إلى تأنٍ وروية.. الثورة الحقيقية كانت فى 30 يونية. عمومًا لا ينبغى أن نستعجل الأمور قبل كل أحكام القضاء!.. للمتورطين تباعًا تحت أقنعة ثورية!.. هاكم بعض ما قام به حسنى مبارك.. قاد سلاح الطيران وصعد به إلى القمة فى حرب 73.. دافع عن كل حبة رمل من أرض الوطن ورفض رفضًا قاطعًا طلبًا لأمريكا لإقامة معسكر لها!..

عندما حاولت إثيوبيا البدء فى سدها خلال فترة السادات فإن حسنى مبارك أشرف على الطيران الذى دك الموقع وجعله صفصفًا خاويًا!؟.. فى عهد جمال عبدالناصر والسادات وحسنى مبارك رفض السد الإثيوبى بشكل قاطع وهددوا إثيوبيا بنسف هذا المشروع عند وضع اللبنة الأولى به.. أحداث 25 يناير لم تكن ثورة، بل أزيد وأوكد من وجهة نظرى وأقول إنها لن تكون- من مقالى كبار فى ظلال 25 يناير بوفد 2 مارس 2016.. حسنى مبارك لم يتم فى عهده إلغاء النص على ألا تتجاوز مدة الحكم مرتين وإبدال كلمة مرتين بمدد أخرى!.. ومن المفارقات أن من وضعت من أجله اغتيل ولم يشاهدها أو يشهدها أو يصادق عليها!..

بقيت كلمة أخيرة.. إن كل من أسهموا فى أحداث 25 يناير فى مظاهرة عارمة ضد حسنى مبارك كان سببها الحقيقى هو أنه سار على خط السادات ونهجه وابتعد تمامًا عن خط عبدالناصر وبذلك حمى مصر والمصريين من مظالم الاشتراكية العلمية، وهى أحد أقنعة الماركسية.. لقد تسبب الذين قاموا والذين قادوا أحداث 25 يناير فى كارثة استغلال إثيوبيا لهذه الأحداث وقاموا بعجلة متزايدة متسارعة لبناء سد الغفلة الشهير بسد النهضة!