عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية:

 

 

 

 

- إن قلنا إن العنصر البشرى لأجهزة الخدمات قد نجح فى التصدى لما أتت به الرياح من أتربة وعواصف رعدية وأمطار غزيرة غيرت من طبيعة الأرض.. أقول إن الفضل هنا لرئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى الذى اهتم ببيان الأرصاد الجوية واستعرضه فى اجتماع مجلس الوزراء، فوضع كل وزير من وزراء الخدمات أمام مسئولية كبرى، وكونه أن يعطى الدولة إجازة إجبارية يوم الخميس الماضى معناه أن الرجل تعامل فعلاً مع بيان الأرصاد بطريقة حرفية وتوقع كل هذه التغيرات، وكان عليه أن يستعد لأى كوارث طبيعية لن يسلم منها البلد.

- وقد صدقت الأرصاد الجوية فتحققت توقعاتها، وتحولت الشوارع إلى برك وبحور، وحدث هبوط فى طرق رئيسية، وفاجأتنا الأمطار الغزيرة بفجوات وانشقاقات فى طرق عديدة كان من نتيجتها سقوط أبراج كهربائية قطعت التيار عن كتل سكنية.. لولا تدخل القدر لتحولت إلى كوارث نحن فى غنى عنها، لكن رحمة الله كانت أكبر..

- وهنا يأتى السؤال: ماذا لو طنش رئيس الحكومة بيان الأرصاد، وترك الأمور لطبيعتها دون أن يحمل وزراء الخدمات بالمسئولية، أكيد ساعتها تحدث المفاجآة دون استعداد من أجهزة الخدمات، وساعتها البلد كلها تغرق فى شبر «ميه»، كما حدث فى العام الماضى، العام الذى رأينا فيه مساخر بسبب انهيار البنية الأساسية فى مناطق التجمع والقاهرة الجديدة، شارع التسعين بالطول والعرض كان السكان يتنقلون فيه بقوارب مائية، القدر وحده أنقذنا هذة المرة من كوارث طبيعية.

 - الذى يؤلم أننا لم نتعلم الدرس من أحداث العام الماضى، وكالعادة نسينا كل شىء بعد شروق الشمس، وجفاف مياه الأمطار، مع أنها كانت فرصة أن تتعلم أجهزة الخدمات وبالذات فرق شفط المياه، للأسف لم تتحرك وقت الأحداث مع أنه كان فى مقدورها أن تقوم بتحديد أماكن تجمعات المياه فى الطرق العامة وتحفر بالوعات فيها لتجرى عليها مياه الأمطار بدلا من أن تتجمع وتتحول إلى برك وبحور.. بدليل أن الذى حدث يوم الخميس الماضى هو نفس المشهد الذى حدث العام الماضى مع الفارق أن أجهزة الخدمات هذه المرة كان عندها علم، وللحق هو تكليف من رئيس الحكومة بوقت كاف قبل الحدث، وكل وزير من وزراء الخدمات والمحافظين أقاموا لأنفسهم غرفاً لإدارة العمليات من مكاتبهم.

- الشهادة لله أن غرفة عمليات الكهرباء والتى كانت برئاسة الوزير الدكتور محمد شاكر هى أكثر الغرف التى واجهت عبئاً أكبر فى مواجهة انقطاع التيار الكهربائى فى مناطق كثيرة، وقد كانت الغرفة على مستوى البلاغات التى تلقتها، حيث كان رجال الكهرباء يعملون فى ظروف صعبة جدا.. أذكر أن أصحاب البلاغات واجهوا متاعب كثيرة فى أرقام تليفونات الاستغاثة بأعطال الكهرباء وبالذات فى الجيزة والدقى مع أن رئيسة قطاع الشبكات الدكتورة الهام درويش كانت متواجدة، وتتابع البلاغات وتحركات العمالة فى التنقل من بلاغ إلى بلاغ وكان المهندس محسن على محمد، مدير عام الشبكات، يتلقى البلاغات بنفسه، ويتصل بأصحابها لمتابعة توصيل التيار الكهربائى، وأذكر أننى كنت واحداً من أصحاب هذه البلاغات فبعد أن تعثر الاتصال بغرفة العمليات أو أعطال الدقى اضطررت للاتصال شخصياً مع معالى وزير الكهرباء الذى كان شهماً وتولى بنفسه إرسال مهندس إلى بيتى فى هذه الظروف الصعبة وأعاد لى التيار الكهربائى.

- ونفس التحية التى قدمتها لرجال الكهرباء، أحيى أيضاً رجال شركة مياه القاهرة الكبرى فقد نزل رئيس الشركة القابضة بنفسه إلى المعركة لمواجهة زحف المياه إلى الطرق الرئيسية، وأشرف على شفط كميات كبيرة من مياه الأمطار، كما لا يفوتنى أن أسجل التحية والتقدير إلى رجال المرور الذين ضربوا مثلاً رائعاً فى حماية أصحاب المركبات من السير فى الأماكن الهابطة، اللواء محمود عبدالرازق سالم مدير عام مرور الجيزة كان رائعاً وهو يتابع الشوارع التى أصيبت بالهبوط الأرضى فطلب إقامة كردونات لمنع السير فيها لحماية أصحاب المركبات من خطر الحوادث، وكان يقابله على ضفة النيل من الناحية الأخرى اللواء عمرو البيلى، مدير عام مرور القاهرة، فقد كان الرجل يساعد العربات التى غطتها مياه الامطار فكان برجاله يسحبها بالونش، سيارات توقفت فى البحور والبرك وخرجوا بها، للحق العنصر البشرى فى الاطفاء والإسعاف كانوا أيضاً فى قمة الروعة.

- لذلك أطالب الحكومة بأن تخرج من هذه المحنة، ونكون بالفعل قد تعلمنا الدرس، وعرفنا ماذا ينقصنا، من معدات وخطط بنائية لتقوية البنية الأساسية، هل أحد منكم يتوقع ما حدث لمدينة مدينتى وهى أحدث مدينة تم بناؤها ويأتى اليوم الذى يتعذر دخول سكانها إليها بسبب هبوط الطرق حولها بسبب ضعف البنية الأساسية.. مثل هذه الثغرات تحتاج إلى علاج سريع حتى لا يتكرر المشهد.