رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لا يمكن لعاقل أو منصف إنكار أن هناك تطورًا إيجابيًا ومحمودًا قد حدث فى إدارة الدولة لأزمة الطقس السيئ الذى ضرب البلاد خلال الأيام الثلاثة الماضية.. فكر مختلف.. وإجراءات مختلفة.. مما كان له طيب الأثر فى تجنيب الناس أضرارا بالغة.. لكن مع ذلك فإن التجربة كشفت وجود ثغرات عديدة يجب الانتباه لها.. ومعالجتها تجنبا لتكرار ما ترتب عليها من سلبيات.     

< ولعل="" أهم="" ما="">

أن الناس بدأوا يستعيدون الثقة فى المؤسسات الحكومية الخدمية.. بسبب صدق تنبؤها بالأزمة قبل حدوثها.. ومحاولة هذه المؤسسات وضع خطط للتحرك والمواجهة وتقليل الأضرار.. وليس منعها.. ونقول: «محاولة» لأن ما ظهر عمليا هو أنه كانت هناك محاولة لذلك بالفعل.. لكن ضعف الإمكانيات حال دون تحقيق الغرض بشكل كبير.. ولو لم تتخذ الحكومة قرارها الصائب والجرىء بتعطيل المدارس والجامعات والعمل فى المصالح الحكومية وشركات القطاعين العام والخاص.. لاختلف الوضع كثيرا.. ولتكررت المشاهد التى حدثت فى أزمات مشابهة من قبل.. مثل التكدس المرورى وإغلاق الشوارع واحتباس مستخدمى الطرق داخل سياراتهم لساعات طويلة.. وربما عدم استطاعتهم الوصول الى منازلهم.. وغير ذلك من المشاهد المأساوية المتكررة.

غياب المواطنين بنسبة كبيرة عن الشوارع قلل الأضرار التأكيد.. ومن الممكن عمليا أن يكون قد منح أجهزة المرافق فرصة للعمل بشكل أفضل ودون ضغوط.. لكنه أيضا كشف الوجه الحقيقى لغياب الكثير من الإجراءات الاحترازية التى كان يجب اتخاذها بشكل دائم لتجنب الأزمات.

<>

نتحدث عن المناطق التى أغرقتها مياه الأمطار المتجمعة بكثافة.. والتى حولت بعض الشوارع الى برك وأنهار من المياه.. واقتحمت هذه المياه العديد من المنازل وأغرقتها وأتلفت محتوياتها.. وعجز أصحابها تماما عن انقاذ منازلهم أو سياراتهم التى جرفتها المياه.. وكذلك انهارت بعض الطرق بشكل خطير ربما ينذر بإمكانية أن تنهار المنازل المقامة بالقرب من هذه الطرق نظرا لطبيعة التربة الرملية المقامة عليها.. وبشكل خاص فى الأحياء والتجمعات السكانية الجديدة.. مثل القاهرة الجديدة وتجمعاتها ومدينتى 6 أكتوبر والشيخ زايد وأحيائهما.. وأيضا نتحدث عن الطرق الطويلة والكبارى العلوية والأنفاق التى أغرقتها برك المياه وأصابتها بالشلل التام.

حدث كل ذلك.. وسيتكرر دائما بسبب غياب شبكات صرف مياه الأمطار التى أهملتها عمدا الشركات المنفذة هذه التجمعات والطرق والكبارى والأنفاق.. توفيرا للنفقات.. واعتمادا على ندرة سقوط الأمطار بغزارة على القاهرة.

فى رأينا.. أن هذه جريمة يجب ألا تسقط بمرور الزمن.. وحان وقت محاسبة كل من تسبب فيها.. كما حان وقت إصلاح ما أتلفه هؤلاء بإهمالهم.. وضرورة إنشاء شبكات صرف مياه أمطار فى جميع التجمعات السكنية الجديدة.. وكذلك عمل شبكات لتصريف المياه على الطرق والكبارى والأنفاق.. خاصة وأن أجهزة المرافق أصبحت لديها الآن خرائط كاملة لأماكن تكرار تجمع المياه.. ولا يكفى التعامل مع هذه المشكلة بطريقة «سيارات الشفط» البالية.. ولا نظن أن التمويل سيكون مشكلة.. لأن فواتير استهلاك المياه يتم تحميلها بمبالغ كبيرة لصيانة شبكات الصرف.. ولا نعلم كيف يتم التصرف فى حصيلة هذه المبالغ التى ربما تقدر بمليارات وليس ملايين الجنيهات.

<>

نتحدث عما حدث من انقطاع للتيار الكهربائى ومياه الشرب من أحياء كاملة.. وبشكل غير آدمي.. لمدة وصلت لثلاثة أيام فى بعض المناطق.. وهى مشكلة ترتبط كذلك بغياب شبكات الصرف.. حيث اضطرت شركات المياه لقطعها تخفيفا للضغط على شبكات الصرف ولإتاحة القدرة على تصريف مياه الأمطار.. وكذلك قطعت شركات الكهرباء التيار حرصا على سلامة المواطنين.. وبسبب «ارتفاع منسوب المياه فى بعض المناطق التى تحتوى على محطات المحولات والموزعات وغرف كبيرة للكهرباء مما اضطرت معه شركات توزيع الكهرباء إلى قطع التيار لحين شفط المياه وعودتها مرة أخرى».. وفقا لما أعلنته وزارة الكهرباء.

وهنا يحق لنا أن نسأل: كيف أقيمت هذه المحولات والموزعات والغرف فى هذه المناطق دون إجراء الدراسات اللازمة التى تحدد عدم تعرضها لخطر الغرق فى مياه الأمطار.. وخاصة فى ظل غياب شبكات الصرف؟!.. وكيف أيضا أقيمت دون تأمينها بتوفير الاحتياطات اللازمة لتصريف المياه من حولها فى حال سقوط الأمطار؟!.. هل هذه مهمة صعبة أو مستحيلة.. أم أنه الإهمال و«الفهلوة».. ومن المسئول عن ذلك؟!

الأمر يحتاج لمحاسبة وعلاج سريعين.. دون مجاملة أو تراخ أو استهتار.