عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

على من يقع اللوم في واقعة الشاب الصيني الذي تعرض للسخرية والتنمرعلى الطريق الدائري في القاهرة؟.. على سائق التاكسي الذي طرده من سيارته خوفا من العدوى؟.. أم على المارة الذين أثاروا خوف وذعر السائق حتى قام بطرده؟.. أم على باقي سائقي السيارات الذين رفضوا الاستجابة لاستغاثاته أو توصيله بسياراتهم.. وأغرقوه بعبارات السخرية والسب والتنمر التي ربما لم يفهم معظمها؟.. أم نلوم طرفا آخر غائبًا تسبب في هذه الواقعة السخيفة والمؤسفة.. وكان يمكن أن يتسبب بغبائه ورعونته في أزمة بين مصر والصين.. ربما تهدر الأثر الطيب الذي تركته زيارة وزيرة الصحة المصرية الى بكين قبل أيام.. على المستويين السياسي والدبلوماسي؟!.

 

<>

اننا كلنا ضحايا.. ومذنبون في نفس الوقت.. ضحايا لواحدة من أشرس الحروب الإعلامية والنفسية التي تعرضت لها كل شعوب الأرض في التاريخ الحديث.. ولسنا وحدنا الذين تعرضنا لها.. حرب «تهديد وحماية» بيولوجية تم توظيفها سياسيا واقتصاديا بلا رحمة أو ضمير.. بين أطراف عديدة ما زلنا حتى الآن لا نستطيع أن نوجه لها اتهامًا حقيقيًا بالضلوع بشكل مباشر في صنع وافتعال هذا «الغول» الذي يرعب العالم.. وتسبب في تمزيقه وعزل دول بأكملها عن محيطاتها.. وخسائر بالمليارات نتيجة لانهيارات أسواق المال وأسعار النفط والانفاق الباهظ على إجراءات احترازية لمنع انتشار العدوى.. أضف الى ذلك الآثار الاجتماعية السلبية المهولة التي انعكست على شعوب هذه الدول.. وخاصة في ظل توحش منظومة «السوشيال ميديا» الفوضوية التي عجزت أعتى الدول وأكثرها تقدمًا تكنولوجيا عن السيطرة عليها وضبط عملها.. وفي ظل استغلال «عقول شريرة» الانتشار العنكبوتي المرعب لهذه المنظومة وتغلغلها داخل كل بيت.. وداخل عقول كل البشر.. من أجل العبث برؤوسهم وخداعهم وتوجيههم نحو أهداف تدميرية مسمومة.. وكأنهم قطيع من الخرفان لا يعي ولايفهم ولا يفكر.

لذلك فنحن ضحايا.. ومذنبون أيضا لأننا نحن الذين نترك رؤوسنا فريسة لهؤلاء العابثين.

 

< تأملوا="">

ما الذي جعل هذا السائق ومحرضيه يعتقدون أنهم سيموتون لمجرد ظهور شخص بينهم يحمل ملامح آسيوية.. وربما لا يكون صينيا أصلا؟!.. وما الذي جعلهم يعتقدون أن كل الصينيين البالغ عددهم نحو مليار و600 مليون شخص مرضى بالكورونا؟!.

ما الذي أصابنا بـ «فوبيا» أو «وباء الخوف» من العدوى.. لدرجة أن هناك أشخاصا حبسوا أنفسهم وأطفالهم وأسرهم في البيوت.. أو امتنعوا عن العمل.. وتعالت صيحاتهم المطالبة بانهاء العام الدراسي وإغلاق المدارس.. غير مقتنعين بما ترد به الدولة من أن الوضع مازال آمنا ولا يستدعى كل هذا الخوف؟

ما الذي جعل بعض جهات العمل تفرض على موظفيها «إجراءات عبيطة» لا معنى لها ولا منطق.. مثل منع استخدام جهاز بصمة الحضور والانصراف منعا لانتقال العدوى عن طريق الأصابع.. واستبداله بدفتر ورقي يمسكونه جميعا بأيديهم.. ويقعون في بقلم واحد يستخدمونه جميعا.. ثم يدخلون الى مكاتبهم وهم يتبادلون السلام بالأيدي والقبلات والعناق.. على الطريقة المصرية.. ويحتسون الشاي والقهوة ويشربون الماء في نفس الأكواب؟!

•• أيضا

ما الذي جعل اتحاد كرة القدم يصدر قرارا باستكمال مباريات الدوري بدون جمهور خوف من العدوى.. رغم أنه أصلا لا يسمح بدخول هذا الجمهور إلا 15 شخصا فقط لكل فريق.. لأسباب أمنية؟!.. ما هذا العته؟!

ما الذي جعل مسئولا يصدر تعليمات للمدارس بالحرص على ترك مسافة لا تقل عن متر بين كل تلميذ وآخر داخل الفصول.. رغم علمه بأن الفصل قد يكون مكدسا أصلا بأعداد ربما تكون ضعف او ثلاثة أمثال طاقته.. أو أن الفصول قد تكون خالية أصلا لأن الطلبة لا يذهبون الى المدارس طوال العام ويعتمدون على الدروس الخصوصية؟!

من الذي جعل اناسا بسطاء يصدقون أنهم إذا تناولوا أي أطعمة مستوردة من الصين سيصابون بالكورونا ويموتون.. لأن الصينيين «يفرمون جثث ضحايا الفيروس ويخلطونها بهذه الأطعمة» ليصدِّروا الموت الى دول العالم؟!.. من؟.. ومن؟.. ومن؟!

•• نستطيع القول:

إن خطر فيروس الكورونا لم يتمثل فقط في كونه مرضا سريع الانتشار لم يتوصل العالم بعد الى لقاحات أو أمصال تقي منه أو تعالجه.. ولكن خطورته الحقيقية تكمن في أنه جاء في زمن وباء آخر ملعون.. أشد خطرا وشراسة.. واستغلالا شريرا.. هو وباء «السوشيال ميديا» الذي يبدو أن العالم لن يفلح أبدا في اختراع «مصل» لعلاجه..!!