رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 

 

من الواضح أن فيروس كورونا تحول إلى «فوبيا دولية».. حيث أصبحت ردود فعل الجميع.. أفراداً ومؤسسات رسمية.. تتسم بالتهويل والتضخيم والتعسف.. بما لا يتناسب مطلقاً مع حقيقة أنه لا يمكن حتى الآن التعامل مع الفيروس باعتباره وباء عالمياً أو «جائحة» بالنظر إلى ضآلة الحجم النسبى لانتشار العدوى وعدد المصابين والضحايا مقارنة بغيرها من الحالات.

 

< على="" سبيل="">

أصدرت السلطات الأمريكية أمس نداء إلى المواطنين الأمريكيين.. ممن قد يكونون زاروا مصر مؤخراً، وقاموا برحلات باستخدام البواخر النيلية.. بإجراء فحوص الكشف عن عدوى كورونا !!.. وكأن نهر النيل هو مصدر العدوى.. أو أن جميع البواخر النيلية ملوثة بالفيروس.. وليست فقط الباخرة التى تم الكشف عن ظروف ظهور حالات إصابة بين مجموعة ممن استخدموها.. وتأكيد أن الفيروس انتقل إليها عن طريق سائح أمريكى من أصل تايلندى (!!).. إذن كان الأولى بنا نحن أن نفحص الأمريكيين الذين قدموا إلى بلادنا.. لكن ما حدث هو العكس(!!).

أيضاً.. مما يدل على هذه «الفوبيا» ما سارعت بعض الدول.. الشقيقة للأسف.. باتخاذه من إجراءات «مبالغ فيها جداً».. وصلت إلى حد فرض العزلة على نفسها أو على أماكن ومناطق محددة داخل حدودها.. أو إغلاق حدودها أمام دول بعينها دون وجود مبرر حقيقى لمثل هذه الإجراءات.. إلا إذا كان السبب يعود إلى «حاجة فى نفس يعقوب».

من ذلك قرار إمارة قطر بوقف رحلات الطيران بينها وبين مصر، الذى تم اتخاذه بمجرد الإعلان عن حالة إصابة واحدة لشخص أجنبى فى مصر(!!).. وما يزيدك عجباً أنهم لم يتخذوا مثل هذا القرار مع إيران «صديقتهم» التى تم إعلانها كأكبر بؤرة إصابة بكورونا فى العالم خارج الصين(!!).

 

<>

كان قرار دولة الكويت «الغريب» بوقف رحلات السفر من وإلى مصر.. بعد حملة هجوم غير مبررة قادتها بعض الشخصيات الكويتية.. وبينهم نواب برلمانيون معروفون بعدائهم وكرههم لمصر «لأسباب مذهبية».. وهو ما أثار حفيظة المصريين تجاه الأشقاء الكويتيين.. ثم جاء أمس قرار سلطنة عمان أيضاً بوقف رحلات الطيران مع مصر.. وليس مع إيران التى يرتبط بها العمانيون بعلاقات قوية جداً على المستوى التجارى والسياسى والسياحى وغيرها.. وهناك دول أخرى سارعت بإغلاق أبواب مدارسها وأجبرت الأطفال على البقاء فى بيوتهم والتعلم «عن بعد».. أو منعت صلاة الجماعة فى مساجدها.. رغم أن حجم حالات الإصابة لدى هذه الدول ليس مخيفاً إلى هذا الحد.

الفوبيا انتقلت أيضاً إلى دول أوروبية.. وفرضت بعضها حظراً على التجمعات الجماهيرية.. ومنها منع الجماهير من حضور مباريات كرة القدم.. ومن هذه الدول إيطاليا التى يعرف عن شعبها إقباله الكبير على حضور المباريات فى الملاعب.. بل إن هناك قراراً إيطالياً بمنع لاعبى الفرق الرياضية أنفسهم من مصافحة بعضهم البعض داخل الملاعب.. رغم أننا نشاهد هؤلاء اللاعبين أنفسهم يبصقون ويتمخطون فى أرضيات الملاعب التى ربما يسقطون عليها وينتقل إلى أجسادهم هذا البصاق والمخاط (!!).

•• على المستوى الفردى

هناك أشخاص بيننا أصابهم الهلع والفوبيا لدرجة رفضهم المصافحة.. بل إن بعضهم يتصافحون بأقدامهم وأحذيتهم (!!).. ونرى البعض لا يخلعون الكمامات عن وجوههم ولا يتوقفون طوال النهار عن غسل أيديهم بالمطهرات.. ويمتنعون عن لمس أى شىء خارج منازلهم رغم استحالة ذلك عمليا.. والمضحك أن هناك شركات قامت بإلغاء استخدام جهاز بصمة أصابع اليد الذى يستخدمه الموظفون.. منعاً لانتقال العدوى.. رغم أن هؤلاء الموظفين أنفسهم تراهم داخل مكاتبهم يتبادلون المصافحات والأعناق والقبلات دون أى تحفظ أو حذر(!!).. أليست هذه فوبيا أو «رهاباً» أو هلعاً مرضياً؟.

••وإذا كان الأمر كذلك.. فمن الذى يقف وراء تعمد إثارة هذا الفزع؟.. ولماذا؟.. ولمصلحة من؟