عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية:

- أسعدنى أن يسألنى أحد أبنائى الصحفيين الشبان فى «أخبار اليوم» عن ذكرياتى مع الكاتب الكبير المرحوم الأستاذ على أمين بمناسبة جوائز مصطفى وعلى أمين للصحافة، التى أعلن عن الفائزين فيها من أيام، وقد أسعدنى أن تكون الكاتبة الكبيرة سناء البيسى هى شخصية هذا العام. . وقد أسعدنى أيضًا أن تحتضن ابنتنا الكاتبة الصحفية الشابة صفية مصطفى أمين. . المسابقة باعتبارها الامتداد المشرف لوالدها «طيب الله ثراه».

- لقد كان المقصود بسؤال هذا الشاب أن يعرف من أين يبدأ المشوار. . قلت له من لا يعمل فى الحوادث لا يصلح أن يكون رئيساً للتحرير، لذلك ترى النابغين فى الصحافة هم الذين يبدأون حياتهم الصحفية فى أقسام الحوادث. . يعيشون أحداثا مؤلمة فى أقسام الشرطة وفى النيابات العامة، ولذلك كان أستاذنا على أمين «رحمه الله» يهتم بالحوادث ويرى أن من بين المتهمين أبرياء فكان يطالبنا بأن نفتش عنهم، نقدمهم للعدالة، ونتبنى الدفاع عنهم، نأخذ من قصصهم عبرة ونجعل منهم نماذج للآخرين حتى نجنبهم الوقوع فى شراك الجريمة.

- وأذكر واقعة قتل بطلها شاب من أسرة ثرية جداً، ولا أعرف كيف هانت عليه نفسه أن يذبح أمه التى عاشت معه كأم وصديقة. . مع أنه الابن الوحيد. . ولأنه من عائلة كبيرة جداً فقد كانت قضيته حديث المجتمع المصرى وقد كانت مجتمعات زمان لا حديث لها إلا عن الحفلات والسهرات والنميمة فى نادى الجزيرة وسهر الليالى. . لم تتوقف الحكايات عن الشاب «حسنى مورو» الذى كان خجولاً لا يدخن السيجارة حتى يتعاطى المخدرات، لكنه كان يشرب كثيراً. . المهم قدم الشاب نفسه للشرطة، ليكون صيداً سهلاً لها حتى لا يكلفهم كثيراً فى البحث.

- لقد اختار أستاذنا على أمين الأستاذ أحمد زين وكان وقتها مساعد رئيس تحرير الأخبار ليحصل على إذن من النائب العام ليزور الابن القاتل فى السجن. . ونجح زين فى الحصول على الإذن وفى أول مقابلة مع الشاب القاتل استطاع زين أن يبنى صداقة بينه وبين مورو على اعتبار أن الاثنين خريجا الجامعة الأمريكية وأصبح مورو قريبا من زين لدرجة أنه رفض أن يتكلم فى التحقيقات إلا بحضور صديقه الجديد. . وانفردت « الأخبار» بالإجابة عن اللغز. . ولماذا ذبح أمه رغم أنها كانت تغدق عليه بالمال. . المفاجأة أن الأم راودت ابنها الشاب عن نفسها حتى ارتكب الرذيلة معها وعندما وقف أمام المرآة احتقر نفسه وكيف يقدم على عمل يخالف شرع الله فاتجه إلى المطبخ وأحضر سكيناً وذبح أمه.

- على أمين رحمه الله كلّف فريقا من الأطباء النفسيين لمساعدة الشاب القاتل. . ومع ذلك صدر فى حقه حكم بالإعدام، ويوم تنفيذ الحكم كان المطلب الوحيد له. . ألا يكتب صديقه أحمد زين مذكراته. . وقد حدث بالفعل احتراماً لرغبة هذا الضعيف.

- لقد كان أستاذنا على أمين رحمه الله إنساناً. . أذكر له موقفا بعد أن أمر الرئيس السادات رحمه الله بعودة على أمين إلى موقعه بالمؤسسة. . كنت أقوم بتنظيم مسابقة الأم المثالية حتى يبقى عيد الام عنوانا لأساتذتى مصطفى وعلى أمين. . وكنت أقدم قصة الأم أنيسة ابو الحسن التى كانت تحمل بناتها المشلولات فى تاكسى إلى الجامعات، وإذا به يستدعينى ويقول لى لقد قرأت قصة هذه الأم العظيمة ولذلك قررت أن أهديها سيارة مجهزة لبناتها حتى لا يتعرضن لبهدلة التاكسيات. . هذا هو على أمين الإنسان. .

- أعترف أننى كنت أكثر حظا من زملاء كثيرين كانوا قريبين من الأستاذ على أمين. . فقد اختلفت مرات مع رؤسائى بسبب الانصراف والحضور هم يطالبوننى بالتوقيع فى الساعة يوميا وكنت أرفض على اعتبار اننى صحفى ولست موظفا. . فكانوا يأخذون الأستاذين مصطفى وعلى أمين مثلا على اعتبار أنهما يقومان بالتوقيع فى الساعة فكنت أعلق قائلاً إنهما أصحاب دار وأرفض التوقيع وكثيراً كنت اكتب استقالتى. . وفى إحدى المرات استدعانى الاستاذ على أمين قائلاً «إن برنارد شو» أرخص منك. . فانتبه هذه آخر مرة اسمع انك كتبت استقالتك وقام بالتأشير عليها قائلاً: «آسف لعدم قبول الاستقالة لأننى أرى مستقبلك فى أخبار اليوم». .

- أنا شخصياً لا أنسى هذا الموقف، ولذلك كنت أحبه فى مواقف كثيرة، يكفى أنه هو الذى حببنى فى القصة الانسانية التى تفتقدها الصحافة المصرية الآن. . ووفاء منى لأستاذى خصصت جائزة للقصة الانسانية من مالى الشخصى تمنح كل عام لمن يكتب قصة إنسانية فى الصحافة المصرية، وقد أصبحت ضمن المسابقات التى تنظمها نقابة الصحفيين. . وكان أول فائز بها الصحفى الكبير مجدى الجلاد، ولكم أن تتخيلوا بعد نجاح مسابقة القصة الانسانية. . نقلتها أمانة جوائز مصطفى وعلى أمين وأصبحت واحدة ضمن مسابقاتها. . أما جائزتى فهى لا تزال مستمرة وتحتضنها نقابة الصحفيين.

[email protected] com