عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

بعيدًا عن حالة الهلع والترقب التى تنتابنا هذه الأيام من انتشار فيروس كورونا فى كل أرجاء العالم وحصده أرواح الآلاف, وإصابة عشرات الآلاف الآخرين ومدى تأثيره علينا, وقدرتنا على مواجهته, ووصول مفاوضات سد النهضة فى واشنطن إلى طريق مسدود بعد رفض إثيوبيا التوقيع على الاتفاق النهائى, جاء تدشين مشروع  تنموى جديد بمثابة طاقة أمل جديدة فى غدًا أفضل, ويبدد شيئًا من الإحباط الذى يحاصرنا, المشروع يهدف لاستزراع غابات لأشجار المانجروف بساحل البحر الأحمر، بتمويل من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بوزارة البحث العلمي، بالتعاون مع وزارتى الزراعة والبيئة، ويعد إطلاق هذه الغابات أن تسهم فى تحقيق قيمة اقتصادية كبرى تجنيها الدولة على المدى الطويل, وأيضًا تسهم فى تحسين الأوضاع البيئية فى المنطقة لصالح السكان المحليين ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية.

ذلك النوع من الأشجار متواجد فى عدة جزر بمصر مثل جزر وادى الجمال وحماطة، حيث يوجد مخر سيول فى اتجاه البحر، يوفر لها مصدر مياه عذبة، وشواطئ محمية علبة، حيث تتوافر أشجار المانجروف, تتوافر للكائنات البحرية بيئة ملائمة للعيش فى تلك الأماكن، وتعد من أهم أسباب التنوع البيولوجى، ويؤكد باحثو البيئة، أنه إذا وجدت المانجروف وجدت الحياة البحرية الملائمة, حيث تنمو بكثرة فى مناطق المد والجزر، ومن المعلوم أن أشجار المانجروف، ذات فروع وجذور، تعد حضانات طبيعية، حيث تشهد تزاوجًا للعديد من الكائنات والطيور البحرية، كما تصبح بيوتًا للعديد من الكائنات المستوطنة والنادرة والمهددة بخطر الانقراض والحيوانات المائية والبرية.

تلك الأشجار تعد من «النباتات الملحية» وتنمو فى المناطق الضحلة التى تشبه المستقعات، حيث تكون التربة رديئة التهوية ومشبعة بالماء ولا تجد جذور هذا النبات كفايتها من الأكسجين اللازم لتنفسها، فتنمو إلى أعلى ضد الجاذبية بدلاً من اتجاهها إلى أسفل، وتظهر فوق سطح الأرض كسيقان نامية، حيث يبلغ طولها حتى نصف متر، وهى دائمة الخضرة.

التوسع وإكثار فى مساحات المانجروف بساحل البحر الأحمر، بـ300 ألف شتلة خلال فترة المشروع بإجمالى مساحة مستهدفة تصل إلى 500 فدان, تتعدد المنافع التى تجلبها منها على سبيل المثال فهى تعد أحد المراعى المتميزة لتغذية النحل، لإنتاج أفخر أنواع عسل النحل فى العالم، والأغلى من ناحية القيمة الغذائية، فضلًا عن أنه الأعلى سعراً فى الأسواق الدولية، إضافة إلى أن إقامة مناحل فى هذه الغابات يوفر فرص عمل جديدة وتسويق منتجات المشروع، وإنتاج عسل ذى مواصفات قياسية من غابات المانجروف بعيدًا عن الملوثات والمبيدات فى الوادى القديم, والعديد من المنتجات عالية القيمة مثل حبوب اللقاح, وإنتاج الغذاء الملكى, وإنتاج طرود النحل, وإنتاج الملكات العذارى من ذوى الأسعار المتميزة, ويحافظ على الشاطئ ويحميه من التآكل، بالإضافة للحماية من الغمر الناتج من ارتفاع مستوى سطح البحر والمتوقع نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، والحد من الملوحة الزائدة فى التربة. وعلى المستوى السياحى هناك سياح يفصلون الرحلات البحرية التى تصل إلى الجزر التى تمتلئ بأشجار المانجروف. وتستخدم أوراقه فى المستحضرات الطبية وفى صناعة دباغة الجلود ويستخدم كمكسبات للألوان الطبيعية. تحية لكل مخلص يعمل فى صمت, ليقدم الأفضل للأجيال القادمة.

[email protected]