رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

 

كان مقرراً أن احضر ندوة الدكتور احمد عكاشة فى نادى الجزيرة مساء السبت، إلا أنه تصادف توقيت المحاضرة مع مباراة الأهلى وصان داونز. . ويبدو أن الدكتور عكاشة لابد ان يراجع جدول اتحاد الكرة قبل ان يقدم أى محاضرة فى الأندية بعد الآن. . نعم سيذهب الناس للمباراة مهما كان صاحب المحاضرة. . وفى مناسبات سابقة كان سفير إحدى الدول العربية الشقيقة يدعونا إلى محاضرة يقيمها مرة كل شهر فكان يتصادف ان تكون هناك دعوة رئاسية، فلما نبهته مرة ومرتين قال إنه لا بد ان يعرف جدول الرئاسة اولاً. . وظل على هذا حتى غادر القاهرة الى الوزارة فى بلده!

ولا يعنى هذا ان محاضرة الدكتور عكاشة حين اقيمت كانت خالية من الجمهور. . فالدكتور عكاشة أحد النجوم الكبار، وله مريدوه من أبنائه وتلاميذه. . خاصة انه يثير كثيراً من الجدل حول آرائه. . واحدثها انه يتعرض لمسألة تراثية فى الدين وهى ان المسلم حين ينتقل الى الله يتلقاه ملكان والثعبان الأقرع. . قال الدكتور عكاشة إنه لا يوجد ثعبان اقرع وثعبان بشنب. . كلها ثعابين قرعة. . وهو فى الحقيقة لا يزيل الوصمة عن المرض النفسى فقط، ولكنه يزيل الوصمة عن العقل المسلم. . فهو معنى بتغيير المفاهيم. . ويقول إنه يحب الله،. ويعبده حباً لا خوفاً، ولا يعرف الثعبان الأقرع!

وربنا يستر فلا يخرج عليه أحد السلفيين الذين يتحدثون طوال اليوم عن الثعبان الأقرع، ويقول إن منكر الثعبان الأقرع كافر وأنه حقيقة ترتبط بحقيقة الموت. . فالرجل ينظر الى العلاقة بين الله والبشر على انها علاقة محبة ويقول الله محبة، فلا يمكن ان تقوم العلاقة على الخوف والعذاب. . لأنها لا تبنى علاقة جيدة. . ثم ان الحب يقوى المناعة عند الإنسان. . والفكرة انه يريد ان تقوى علاقة المخلوق بخالقه ولا تقوم على الكراهية والخوف. . وهى مشاعر نبيلة ومقاصد عظيمة، لا تخلو من روح الفكاهة وهو يتحدث عن ثعبان أقرع وثعبان بشنب!، فالحقيقة ان الثعبان أقرع لا له لحية ولا شنب!

ربما فاتتنى المحاضرة، ولكن لم تفتنى متابعتها ومعرفة اخبارها. . ولكن كل ذلك لا يغنى عن حضورها فالدكتور عكاشة ساحر الكلمة. . وساحر المحاضرات، وإن هو بدأ المحاضرة أنساك كل شيء، بطريقته ومعلوماته وأسلوبه الأخاذ. . ولا بد أن تخرج من محاضرته برأى أو معلومة. . فقد تربى على يدى شقيقه الأكبر ثروت عكاشة مؤسس الثقافة فى مصر، وجالس عنده كبار القوم من علماء ووزراء ومشايخ كبار. . وكان يتحدث فى أمور خلافية ويحاول معهم تغييرها كما هو الآن، ولكن المشايخ لا يجرؤون، ويعتبرونها بضاعتهم التى يستدرون بها بكاء العامة من خلال التركيز عليها. . فلا تنسوا أن أول كتاب يقع فى يد المسلم فى مرحلة الشباب هو كتاب «عذاب القبر ونعيمه»، وكأنه عامل مصيبة!