رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 الآن يمكننا أن نبدأ الشعور بالاطمئنان.. ليس بمعنى أننا بعيدون عن خطر الإصابة بفيروس الكورونا.. ولكنه اطمئنان على أن الأجهزة المختصة لدينا صارت تتعامل بمزيد من الجدية والشفافية.. والموضوعية.. دون تهويل أو تهوين من هذا الأمر.. خاصة بعد أن كان الكثيرون قد تسرب إليهم القلق من أن «شيئا ما» غير طبيعى يحدث.. منذ صدور بيان الإعلان عن اكتشاف او حالة إصابة غير معدية لـ«شخص أجنبي» رفضت وزيرة الصحة حتى الآن إعلان جنسيته.. وحتى إعلان وزير الصحة الفرنسى عن اكتشاف حالتى إصابة بالفيروس لشخصين بعد عودتهما من رحلة سياحية إلى مصر.. ثم إعلانه مرة أخرى ارتفاع عدد المصابين بين مجموعة هذه الرحلة إلى 6 أشخاص.. وكذلك إعلان كندا عن اكتشاف حالة مصابة لشخص عائد من مصر.

<>

لم يكن حديثنا عن ظروف وملابسات اكتشاف هذه الحالات نابعا من رغبة فى إثارة المخاوف أو الشكوك.. أو كما تصور البعض أنه محاولة مستميته لإثبات انتشار الفيروس فى مصر والتشكيك فيما أعلنته الجهات المختصة من معلومات أو إجراءات.. لكن جاء ذلك من باب إدراك أن الشفافية وكشف الحقائق فى مواجهة مثل هذه الأزمات هما بكل تأكيد أسلم الطرق وأقلها ضررا.. لأن محاولة التعتيم أو التضليل بهدف إتقاء خطورة المردودات الاقتصادية والاجتماعية هستكون لها بلا أدنى شك ردود فعل أكثر سلبية.. داخليا وخارجيا.. فى حالة اكتشاف تعمد إخفاء الحقائق.. وهذا هو ما تواجهه إيران الآن.. حيث تتهمها المنظمات الدولية المعنية بتعمد إخفاء الأرقام الحقيقية عن حجم انتشار الفيروس بين مواطنيها.

<>

ما كنا حريصين عليه هو ما فعله أمس الأول كل من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.. الأول بإصداره بيانا رسميا كشف فيه بكل شفافية عن تواصل الحكومة مع السلطات الصحية فى فرنسا.. والحصول على معلومات تؤكد أن المصابين كانوا متواجدين فى مصر مع فوج سياحى خلال الفترة من 5 فبراير وحتى تمت مغادرتهم فى 16 فبراير.. وأن جميع أجهزة الدولة ووزارة الصحة قامت فور حصولها على هذه المعلومات باتخاذ الإجراءات اللازمة.. ومراجعة أماكن إقامة الشخصين فى مصر.. وتم التأكد من أن جميع أفراد الفوج السياحى الذى كانا يقيمان معهم غادروا البلاد جميعا.. كما يتم فحص جميع العاملين المتواجدين بمكان إقامة الفوج والمجموعة المرتبطة بصورة مباشرة بهذا الفوج السياحى.. لتأمين المواطنين والتأكد من عدم وجود إصابات بالفيروس بينهم.

الوزيرة أيضا اتبعت نفس النهج الشفاف والموضوعى.. بظهورها التليفزيونى وإعلانها بصراحة أن مصر ليست بعيدة عن الخطر، وأن كورونا يمكن أن يدخل مصر مثلما دخل دولا كثيرة قبلها.. وأيضا تشديدها على استحالة منع الفيروس مهما بلغت قوة النظام الصحى فى أى دولة.. لكن الأهم هو أننا لدينا كل الاستعدادات والإمكانيات اللازمة لمواجهة أسوأ سيناريوهات انتشار المرض.

وبالرغم من أن كلام الوزيرة هذا قد يكون مخيفا.. إلا أنه يمثل الحقيقة التى يجب أن نعلمها جميعا.. والتى تتطابق تماما مع ما أعلنته منظمة الصحة العالمية نفسها بقولها: «إن الاعتقاد بأن أى بلد بعيد عن كورونا هو خطأ مميت».

<>

وكما قلنا من قبل.. وقالته الوزيرة أيضا أمس الأول.. هو أن يتم وضع الأمر فى حجمه الطبيعى.. وعدم التهويل فى تصوير حجم خطورة الموقف باعتبار أن هذا الفيروس وباء عالمي قاتل.. دون إدراك لما يحيط به من حملات تضخيم إعلامى مقصود فى إطار حروب اقتصادية وسياسية بين أطراف دولية كبرى.. وهو ما تؤكده أيضا لغة الأرقام التى تقول إن عدد ضحايا الفيروس فى العالم كله نحو 2900 شخص من بين حوالى 7.7 مليار إنسان يقطنون الكرة الأرضية حسب تعداد 2019.. بينهم 49 حالة وفاة فقط خارج الصين.. بينما تم تسجيل 12 حالة وفاة فى قارة أوروبا بأكملها البالغ تعدادها نحو 742 مليون نسمة.. وحالة واحدة فى قارة أمريكا الشمالية البالغ تعدادها 579 مليون نسمة.. ولا توجد أية حالات وفاة فى أفريقيا البالغ تعدادها 1.216 مليار نسمة.. ولا فى أمريكا الجنوبية البالغ تعدادها 422.5 مليون نسمة.

< فهل="" يمكن="" مع="" هذه="" الأرقام="" القول="" بأن="" كورونا="" وباء="" قاتل="" يهدد="" العالم="" كله؟!..="" ولماذا="" كل="" هذا="">