عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

 

 

فعلاً البيت المصرى فقد سى السيد الذى كان مثل الغضنفر، أى الحاكم بأمره، لا الزوجة ولا الأولاد يستطيع أحدهما أن يأخذ قراراً دون موافقة سى السيد رجل البيت، وسبحان الله، تختفى صورته ولم يصبح له مكان فى البيت بعد أن تزداد أعباء الحياة الاقتصادية، فينشغل بها من أجل زيادة الدخل، فيحدث تفكك فى الأسرة، الأم فى ناحية بعد أن انكسر جناحها شعرت بضعفها أمام الأولاد، والأولاد أصابهم العقوق وتمردوا على البيت، ولأن الأم حريصة على حياة شريك عمرها لا تريد أن تثقله بمشاكل الأولاد فراحت تخفى عنه مشاكلهم، أو متاعبها معهم، لهذا تجرأ الأولاد، وفيهم من خرج عن تقاليد سى السيد وأصبح رفيق أبناء السوء، وفيهم من كان يصطحب فى يده سجادة الصلاة، فأصبح مقيماً فى زاوية أو جامع.

هذه القضية لم تعد غريبة على مجتمعنا بسبب غياب الأب عن البيت، أو انشغال الأم فى زيادة دعم الأسرة من خلال عملها هى أيضاً، وهنا أطرح هذا السؤال: متى يتحسن سلوكنا ونكون مثل الأوروبيين.. هم فى الخارج الأولاد لهم نصيب فى تحمل مسئولية المعيشة، شأنهم شأن رب الأسرة، صحيح عندهم فى أوروبا أسرة بدون سى السيد، فالكل يعمل ليعيش، ولقمة العيش ليست بسهولة، ومن لا يعمل لا يأكل عكس الحياة عندنا، فالناس تعتمد على أن أبواب السماء مفتوحة، ولا ينام أحد جعان، بدليل موائد الرحمن التى تطعم الملايين فى شهر رمضان، لذلك تجد نسبة البطالة عالية، ولا تشكو من الجوع.

نفسى أن نستفيد من تجارب الذين يعيشون فى الخارج، على الأقل نتعلم منهم السلوك فى الحوار، وفى معاملة الصغير للكبير، فيها إيه لو كل مصرى عاد من الخارج وحكى عن أخلاق الأجانب بعضهم مع بعض، أو معه شخصياً، من المؤكد سيحدث تغيير فى سلوكياتنا، لو مشيت فى الشارع فى أى بلد أوروبى واتخبطت فى واحد تراه هو الذى يعتذر، ولا يمسك فى خناقك كما يحدث عندنا، حيث سرعان ما يرتفع صوته عليك، ويقول «فتح يا أعمى».. فى الخارج المواطن الأوروبى اعتذارات وكلمة Thank you لا تفارق لسانه، إذا اشتريت حاجة من محل واتجهت للكاشير لتدفع ثمنها رغم أنه قبض منك تراه يقول لك Thank you.

سائق التاكسى فى أوروبا لا يمكن يدخن سيجارة داخل السيارة، ولا يمكن تسمع صوت التلوث الغنائى الذى أصابنا فى السنوات الأخيرة، عندك شاشة فيديو، تعرف موقعك وانت فى التاكسى، ولا تسمع صوت كلاكس فى الشارع، وإذا كانت الإشارة خضراء، وطابور السيارات أمامه ثابت، لا يكمل سيره حتى لا يغلق الطريق على مقاطع الطريق فى حالة السماح للآخرين بالسير، شفتم عظمة السواقين.. ناس تحترم إشارة المرور.

سائق الأتوبيس لو أن راكباً كبيراً فى السن أراد النزول يقترب من الرصيف حتى يضمن له النزول على الرصيف، وإذا تصادف أنك فى الأتوبيس ترى كيف يحترمون كبار السن رغم وجود أماكن مخصصة لهم، إذا زاد عددهم داخل الأتوبيس سرعان ما يقوم لهم عشرات الركاب، ويطلبون منهم الجلوس.. احترام كبير السن والأطفال مهم، لأنهم فى مدارسهم علموهم الأخلاق، لكن عندنا آخر واحد أخذ حقوقه كبير السن، لا اهتمام به فى المركبات العامة، ولا منحه امتيازاً يعفيه من الوقوف فى الطوابير، وحتى أكون منصفاً مصر للطيران أول من أعطت كبار السن حقهم، فى حجز الأماكن أو عند الوصول من الخارج، فقد خصصت منافذ خاصة بهم لإنهاء إجراءات الدخول تجنباً للطوابير.

هذا الكلام أقوله وأنا حزين، على تردى الأخلاق مع أن رئيس الدولة كل همه أن ينقلنا إلى العالمية، وقد رأينا الإنجازات التى يحققها الرئيس عبدالفتاح السيسى لإعادة بناء مصر، صحيح الرجل يستطيع تغيير الواجهة الحضارية لمصر، ولكنه لا يستطيع أن يغير من سلوك الإنسان، التغيير يأتى من داخلنا ولا يتم بقرار جمهورى أو بقانون، هل ثمة قانون يمنع أن يسبك أحد فى الشارع، أو يمنع سائق التاكسى من إذاعة الأغانى الهابطة التى قضت على الذوق المصرى، بالله عليكم لما تركب تاكسى وتسمع فيه أغنية العب يلا.. هل هذا هو الذوق الذى وصلنا إليه بعد عمالقة الطرب.

لذلك أقول إن كل مواطن يعود من الخارج فى رقبته دين لهذا الجيل، عليه فى حواراته أن يعلن عن عظمة أخلاقهم فى الخارج، قد نصاب فى يوم ما بالعدوى منهم، ما دامت مدارسنا لا تعلم التربية ولا الأخلاق، فقد ظلموا وزارة التعليم يوم أطلقوا عليها وزارة التربية والتعليم، مع أن اسمها زمان كان وزارة المعارف، فمنحوها التربية والتعليم على أمل تربية هذا النشء وتعليمه ولم يحدث هذا.