رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

إن صوت الباطل دائماً ما يكون عالياً، والغوغائيون دائماً ما يعرقلون الحق وقتاً قليلاً حتى يتبين كل شىء، وأحداث التاريخ كلها تؤكد أن الجهل يسود فى المجتمع الذى تسود فيه الشائعات وحرب الشائعات يتم استخدامها حالياً كما حدث وسيلة من وسائل الحرب، ولم تعد الحرب التقليدية موجودة الآن بالمفهوم القديم المتعارف عليه، وباتت حرب الشائعات وجهاً من وجوه الحرب الحديثة التى تهتم بنشر الفوضى والاضطراب، واشتباك الناس فيما بينهم وتعطيل مصالحهم.

الشائعات حرب عرفتها مصر منذ اندلاع 25 يناير، واستخدمتها الولايات المتحدة والغرب بهدف إشاعة الفوضى والاضطراب فى البلاد، وأشهر من نفذوا الوصية الأمريكية ـ الغربية لنشر الشائعات هى جماعة الإخوان، ولاتزال حتى كتابة هذه السطور تقوم بتنفيذ هذه الوصية، بهدف زعزعة الاستقرار الداخلى للبلاد.. والشائعات تخلق جواً من التوتر وزعزعة الثقة بين المواطنين، بل تزيد من حرب الخلافات بين الجميع، وتؤثر فى أداء العمل بشكل ينعكس بالسلب وعدم الإنتاجية.

ومن المآسى التى خلفتها حرب الشائعات، زيادة الغل والحقد بين الناس، لدرجة أن أهل الباطل وهم غالباً من أهل الشر، ينشرون الأكاذيب على الذين يؤمنون بالحق ويتمسكون به، كما أن أهل الشائعات غالباً ما يكونون من «النشطة» الذين يكرهون العمل ولا يؤمنون بنظرية حب الوطن، وتحركهم دائماً نزعاتهم العدوانية القائمة على التدمير طبقاً لوصف «فرويد» فى تقسيم النفس البشرية وهذا ليس مجاله الآن للخوض باستفاضة فى حديث النفس التى قال الله تعالى عنها «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها». وذكرت الآية الكريمة الفجور قبل التقوى.

على العموم إن أهل الشائعات هم أهل النفس الفاجرة التى لا تؤمن بالعمل، وهم كما يصفهم زكى نجيب محمود العلامة الكبير رحمه الله، بأنهم أهل شر لا يريدون للحياة أن تأخذ مجراها الطبيعى فى نشر ثقافة الخير والحق والجمال التى هى صفة من صفات الذات الإلهية، ورغم مرور سنوات طويلة على حديث زكى نجيب محمود، إلا أن الشائعات باتت الآن علماً يدرس، وهو ما تستغله كل المخططات الغربية ـ الأمريكية لتحقيق أهدفها، ونحن فى مصر مازلنا نتجرع ويلات الشائعات على مستوى كل المناحى وتواجه جماعة الحق فى هذا الشأن الضغوط الشديدة فى المقاومة، ولأن أهل الشائعات دائماً ما يكون صوتهم عالياً، فإن تأثيرهم أشبه بالطلقة التى تدوى، فى مقابل أهل الحق الذين لا يملكون سوى إيمانهم واعتقادهم بما يفعلون.

صوت الباطل العالى لا يستمر كثيراً حتى لو طال الوقت، ولكن يبقى على الناس أن يدركوا ضرورة أعمال عقولهم فيما يرمى إليهم من شائعات مكذوبة الهدف منها الخراب والدمار، ويبقى أيضاً على الناس أن يطردوا من حياتهم الخبائث من أهل الشر الذين تملأ قلوبهم أغلال الحقد والكراهية.. فاللهم احفظ نفوسنا من كل غل وحقد وحسد، ورد اللهم كيد الكائدين إلى نحورهم، وثبت أهل الحق على مواقفهم، والتصدى للذين يريدون النيل من كل استقرار وطمأنينة.

[email protected] com