رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤية:

- هذه السطور هى رسالة لكل من تسول له نفسه أن يدخل سريره وفى دماغه مشكلة، قد تستقر على المخ فتصيبه بنزيف حاد، لمجرد أنه فشل فى أن يطردها من ذاكرته، فالقضية التى أتناولها ليست قضية «محمد على سالم» كوافير الماريوت الذى أصيب بنزيف فى المخ لمجرد أنه نام «زعلان»، بل قضية معظم رجال الأعمال والمفكرين والكتاب.. وأتمنى ألا يكون أحدهم «محمد على سالم.. ».

- هذا الرجل تعرض لمحنة أفقدته وعيه، وعجز لسانه عن الكلام بسبب إصابته بنزيف حاد فى المخ على إثر «زعلة» يقال إنها مشادة بينه وبين المدير المالى للفندق حول إجراءات المزاد فى تجديد عقد إيجار المحل، الرجل كان يدفع مائة ألف جنيه شهرياً فى مساحة ٩٦ متراً بخلاف المياه والكهرباء، ولم يمانع فى زيادتها إلى ١٢٠ ألف جنيه، لكن جاءته معلومة أن الفندق يجمع تقييماً لسعر المتر وصل قيمة الإيجار إلى ٣٠٠ ألف جنيه فى الشهر، كاد الرجل يغمى عليه وهو يصرخ: من المجنون الذى يدفع عشرة آلاف جنيه كل يوم إيجاراً..

- كان من الطبيعى أن يستغيث بالمدير المالى للفندق، العاملون نصحوه بعدم الاقتراب منه لأنه ناشف حبتين، ومع ذلك دخل عليه وخرج ولا يعرف أحد تفاصيل الحوار، المنطق يقول إن المدير المالى لا يمكن أن يتكلم فى تفاصيل المزاد، محمد على قال لى «معقول بعد ثلاثين سنة أترك المحل، وأيام السنوات العجاف التى خلت من السياح، كنت منتظماً فى سداد الإيجار رغم أن دخل المحلات أيامها ما فيش.. للأسف فضلوا الغريب عنى».. ويبكى الرجل فطلبت منه أن يذهب إلى بيته.

- فى صباح اليوم التالى تلقيت مكالمة من ابنه «محمود» تفيد بأنهم نقلوا الأب إلى مستشفى «نيورو استباليا» فى أكتوبر بسبب إصابته بنزيف حاد فى المخ، وأسأل الدكتور مصطفى قطب عن حالته فيؤكد أنها حرجة.. وظل المسكين على جهاز تنفس داخل العناية المركزة لما يقرب من شهر، بعدها استسلم لقضاء الله، لقد مات «محمد على» قبل أن يتحقق أمله فى البقاء فى محل الكوافير بسبب الصراع من أجل لقمة العيش.

- الغريب أن تتحقق نبوءته فتكون أول ضحية لإدارة الفندق المهندسة رباب عبدالعاطى التى دفعت ٣٧ عاماً من تاريخ أبيها لمحل الزهور فى مزاد عشوائى تنقصه النزاهة والحيدة فتخسر المحل، ولكم أن تتصوروا مزاداً يقام بدون تأمين، ويكتفى بالألف جنيه قيمة كراسة الشروط، «يا هنا» من وقع عليه المزاد، فقد جاملته إدارة الفندق وحجز محل الزهور أسبوعين بألف جنيه حتى يدبر أموره لسداد التأمين المطلوب.. شفتم بنت الأصول «رباب» انضحك عليها فى كلمتين، وكان ممكن أن تطعن، واستسلمت وسلمت المحل.. المهزلة الآن أن الفندق يساند مستأجر محل الزهور الجديد بأن أسند تزيين غرف البرجين له، وطبعاً قيمة الفاتورة تغطى الإيجار بخلاف ما تفرضه الإدارة على الحفلات والأفراح.. طبعاً هذه المساندة لم تكن على أيام رباب عبدالعاطى..

- المدير الألمانى للفندق «مستر يورجن ستركاو» أبدى استياءه من الطريقة التى تتعامل بها إدارة الفندق مع المستأجرين القدامى، الرجل الأجنبى كان معترضاً على مبدأ الأولوية فى الإيجار لمن يدفع أكثر.. لذلك كان حزيناً لما حدث مع محمد على، وقد أرسل له باقة زهور فى المستشفى، والمفاجأة أنه قام بتعزية أسرته عندما فاجأهم ليلة العزاء وراح الجامع، هذا هو الفرق فى تحضر المدير الأجنبى وبين المديرين المصريين الذين تناسوا واجب العزاء..

- المرحوم محمد على كان يخشى أن يتعرض للموقف الذى تعرضت له المهندسة رباب عبدالعاطى، لذلك طرق باب وزير قطاع الأعمال قبل وفاته.. وكان الوزير هشام توفيق كريماً وإنساناً فى سعة صدره.. وأحس أن الرجل كان يدافع عن بقائه من خلال مزاد شرعى فى إطار الشفافية والحيدة وهذا حقه.. الوزير اجتمع مع ميرفت حطبة رئيسة القابضة وشريف البندارى رئيس إيجوث، الشركة المالكة للفندق ومعهما مجموعة المستشارين، وطلب الوزير منهم إجراء المزاد مستقبلاً فى مقر الشركة المالكة وليس بالفندق وتحت إشراف رئيس الشركة ضماناً لحقوق جميع الأطراف، وأكد البندارى أنه استعان بمجلس الدولة الذى رشح أحد السادة المستشارين للإشراف على المزاد، لتوفير ضمانات أكثر، وأكد أن لجنة تحت إشراف السيد المستشار هى التى راجعت المظاريف الفنية.. طبعاً شىء من هذه الضمانات لم يتوافر فى مزاد المهندسة رباب عبدالعاطى التى تنازلت عن حقها لأنها لا تحب الصراع فى لقمة العيش..

- محمد على مات وأصبحت الكرة فى ملعب المسموح لهم بدخول المزاد، صلاحياتهم الآن الإبقاء على محل الكوافير للورثة يسددون بقية مصاريف المستشفى ويستكملون معيشتهم، إن أى موقف إنسانى لأى مزايد قد يعوضه الله ببناء قصر له فى الجنة.. لقد مات محمد قبل أن يعرف نتيجة المزاد ويتحقق حلمه ويبقى المحل لورثته من الأطفال.. فعلاً المال لا يصنع مجداً على حساب اليتامى.