رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

قرأت أكثر من تحذير لجهات حكومية للعاملين فيها من أى سجال غير منضبط على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة فيس بوك.. آخرها تحذيرات وزارة الأوقاف.. وأكدت الوزارة أن شخصية الإمام والمفتش والقيادات الدينية ورؤاهم الفكرية لا يمكن أن يكون لها وجهان، وجه فى المسجد ووجه خارجه، فهذا ما لا يليق بشخصية الإمام أو العالم أو المثقف الحقيقى، فالشخصية السوية لا تنفصم رؤاها أبدًا!

وعلى ما يبدو أنها ليست المرة الأولى التى تطلق فيها الوزارة هذه التعليمات.. قد سبق أن حذرت المديريات من كتابة أشياء على الصفحات الرسمية خارج التعليمات الإدارية المعتمدة من مدير المديرية أو الإدارة.. أيضًا حذرت محافظة الجيزة مديريات التعليم من كتابة أى شيء على صفحات التواصل وتحولت إلى صفحات اجتماعية للعزاء والزواج فقط، ولم تعد المدارس تنشر أى تعليمات بخصوص الطلاب!

السؤال: هل تخضع الإنتروفيوهات للقبول بالوظائف الحكومية لدراسة حالة المتقدم أو استخدامات حسابه على مواقع التواصل مستقبلًا؟.. هل يقدم المتقدمون صورة من حساباتهم الشخصية، حتى يتسنى للجنة معرفة نشاطهم، ومعرفة أفكارهم، وبناء عليه يقبلون أو يرفضون؟.. هل هذا حق جهة العمل أم لا؟.. وهل جهات العمل تطلب تقريرًا، مباحث الانترنت عن طبيعة استخدامات الصفحة الشخصية للمتقدم؟.. وهل دخلت مواقع التواصل والصفحات الشخصية فى حسابات طلاب العمل، سواء كان عامًا أو خاصًا؟.. فهل يحق لهم؟!

فهل الصفحات الشخصية حرية شخصية، أم يحق لجهة العمل ان تعرف شخصية المتقدم لها وأفكاره ومعتقداته بخط يده؟.. على طريقة «اقرأ كتابك».. هل يمكن ان يطعن اصحابها بانه كان خارج نطاق العمل مثلًا؟.. هل تنشأ محاكم خاصة بالانترنت فى السنوات القادمة؟.. هل يطعن اصحاب الصفحات بانهم تعرضوا لاختراق كما نسمع الان، أم من السهل اكتشافهم بوسائل فنية بسيطة؟.. وما الفرق بين العام والخاص؟!

على أى حال، فقد أحسنت الوزارات حين حذرت قبل وجوع أى جرائم الكترونية حتى يأخذ العاملون بالهم من صفحاتهم وحساباتهم.. وهى رسالة قبل أن تقع الفأٍس فى الرأس.. ولم يأخذوا الناس بماضيهم.. «إحنا ولاد دلوقتى».. وأظن أنها مسالة ستحدث إن عاجلًا أو آجلًا.. هذه الحسابات ستكون محل اعتبار عند التعيينات وعند الترقيات أيضًا.. فاختيار المديرين له شروط وضوابط.. أولها أن يكونوا «مسئولين»!

وأخيرًا، فالحرية الشخصية ليست حرية الشتائم فى خلق الله.. وليست حرية أن تقول أى كلام والسلام.. وليس هذا ضد حرية الرأى والتعبير.. فقد أصبح الفيس بوك بيئة خصبة لإطلاق الشائعات على الناس والدولة.. وتنطلق الشائعات كالنار فى الهشيم ولا تستطيع أن تطفئها بكل أجهزة مطافئ مصر أبداً!