رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

بعد مرور نحو 5 أشهر على آخر زيارة قام بها وفد أمني مصري إلى قطاع غزة للاجتماع مع قيادات الفصائل الفلسطينية.. وعلى رأسها حماس وفتح بالطبع.. قام وفد أمني مصري الآن بزيارة للقطاع.. تأتي في توقيت بالغ الأهمية.. في ظل المخاطر التي تهدد الفلسطينيين عقب إعلانهم الرفض القاطع لما يسمى «خطة ترامب للسلام».. وما أعقب ذلك من تهديدات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية «ساحقة» إلى فصائل المقاومة في غزة.. قد تصل الى حد المواجهة الشاملة.. تزامنًا مع بدء حكومة الاحتلال فى التحرك لضم الأراضي في الضفة الغربية وغور الأردن كإجراء أحادي لتنفيذ «صفقة القرن».

 

< من="">

تأتي أهمية زيارة الوفد الأمني المصري الى غزة.. لتقديم العون من أجل ضبط الوضع الأمني في القطاع وفرض التهدئة.. وهو تحرك طبيعي جدًا.. تقوم به مصر انطلاقا من مسئوليتها الأخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلسطينية.. ويهدف إلى إقناع قادة حماس بضرورة تفويت كل الفرص على الاحتلال الإسرائيلي لإفساد الإنجاز الكبير الذي حققه الفلسطينيون خلال الأيام الماضية.. بتوحدهم في مواجهة المخطط الأمريكي ـ الصهيوني لتصفية قضيتهم.. وإعلانهم وضع جميع الخلافات جانبًا، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذا المخطط الشيطاني.. وهو ما أعاد إلى الشعب الفلسطيني زخم انتفاضاته التاريخية في وجه الاحتلال.. وانطلقت مسيراته المنددة بالموقف الأمريكي المنحاز والمتآمر مع الصهاينة.. وتوحد الفلسطينيون بمختلف انتماءاتهم وفصائلهم السياسية تحت شعار «الوحدة الوطنية».. واختاروا طريق المقاومة بكل أشكالها بديلاً عن الاستسلام للمؤامرة .. مع التمسك بالسلام «العادل» كخيار استراتيجي.

تلك الوحدة التي تمثل الخطر الأكبر على دولة الاحتلال.. والتي دفعت محللين إسرائيليين .. مثلما أوضحنا من قبل .. إلى القول بأن الإعلان عن «صفقة القرن» أدى إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى موقع الصدارة.. وأن هذه الخطة لن تصب في مصلحة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو..على عكس ما كان يتوقع.

 

< لكن="">

وبعد أيام قليلة من تأكيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للرئيس الفلسطيني محمود عباس التزامه بنبذ الخلافات.. وتنسيقه مع السلطة الفلسطينية في صياغة موقف موحد للتحرك السياسي خلال المرحلة القادمة.. يبدو أن حماس ابتلعت طُعم التهديدات الإسرائيلية.. وتركت كتائبها المسلحة تطلق عشرات المجموعات من البالونات المتفجرة لتنفجر في سماء المستوطنات الإسرائيلية القريبة من غزة.. ولتمنح الإسرائيليين «فرصة ذهبية» من أجل العدوان على الفلسطينيين في القطاع وشق صفهم.

الأكثر من ذلك.. أن حماس لم تستوعب خطورة ما يحدث.. بل وتمادت في العناد.. وهو ما تمثل في تصريحات الناطق باسم الحركة فوزي برهوم.. التي شن فيها هجومًا على قيادات السلطة الفلسطينية مؤكدا «أن غياب القرارات الحاسمة للسلطة الفلسطينية، واستمرار قمعها للمقاومة، والتنسيق الأمني مع العدو، والهرولة الإقليمية للتطبيع شجع الاحتلال على انتهاكاته».. على حد قوله.

أين إذن «التوحد» و«الاصطفاف» و«نبذ الخلافات» والتمسك بالوحدة الوطنية الذي كان يتحدث عنه «هنية» بالأمس؟!.. وهل تريد إسرائيل إلا عودة هذا التلاسن وبث روح الخصام والفرقة والانقسام الذي نطق به «برهوم»؟!.

 

< من="">

أن حماس ما زالت تواصل نهجها المخادع في إعلاء هدف الحفاظ على حكمها وسيطرتها على قطاع غزة.. لتضمن تدفق الأموال عليها .. من الداخل والخارج.. حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة المواطن الغزاوي المقهور الذي يعاني من أسوأ الظروف المعيشية نتيجة الحصار الذي يفرضه عليه الإسرائيليون.. بالإضافة الى ما يعانيه من خطر أمني يتهدده في كل وقت بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية في أعقاب كل اشتباك متهور تقوم به الفصائل المسلحة ضد أهداف إسرائيلية.. وليس أدل على هذا النهج الحمساوي من أن قياداتها يرفضون الحديث الآن مع السلطة الفلسطينية عن أي شيء غير مواجهة «صفقة القرن».. ويتجاهلون الحديث عن ضرورة «إنهاء الانقسام».. رغم أنه السلاح الأمضى لمواجهة هذا المخطط المرفوض!!.