رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

رغم أننى لا أحبذ الاقتراب أو الحديث عن الخيانة، فإن الظروف أحيانًا تضطرنا إلى توصيف البعض بهذا الجرم بناء على أفعالهم، صحيح لا يحق لأحد أن يتهم غيره بالخيانة لمجرد أنه يتحدث فى أمر ما يخص الوطن، أو يعارض بعض السياسات، ولكن عندما يصل الأمر إلى أن يتم شراؤك من بعض الدول الكارهة لمصر ويُدفع لك مئات الملايين من الدولارات من أجل تدمير الوطن، فهنا لا أجد سوى أنك مجرم خائن.

أعتقد، والاعتقاد هو اليقين، أن هؤلاء ثلة من الشياطين يعرفون ما يفعلون، لأننا نعرفهم ومطّلعون على أفعالهم وصنيعهم، عندما تقترب من أحدهم لا تعرف له هوية واضحة، هل هو إخوانى، أو ماركسى، أو ليبرالى أو أناركى.. كل هذه التوصيفات تجدها عنده، فلا تعرف له صلة ولا بوصلة ولا اتجاه تجده لنفسه فقط، وملعونة أم الوطن، لا يهمه وطن ولا أرض ولا عِرض.. حتى أسرته من أولاده وزوجته، لا يهمه سوى نفسه، ودائمًا يقول أنا ومَن بعدى الطوفان.

فهم يلعبون على كل الأحبال، يقفزون من حبل إلى آخر، يريدون قطعة من التورتة ويتصوّرون أن هناك من يحميهم، وأن هناك من يساندهم ضد أوطانهم إذا كانت لهم أوطان.

وخرج هؤلاء الشرذمة متسللين هاربين فى جنح الظلام مثل خفافيش الخرابات ومقالب «الزبالة» إلى بلاد تكره مصر فى السر والعلن ولا يهمها إلا إسقاط مصر فى براثن الدمار والحروب الأهلية.. خرجوا أو هربوا بعد أن استولوا على ملايين الدولارات من مصر، فقد استولى أحدهم على مساحات شاسعة من الأراضى وتاجر فى الممنوع وغير الممنوع وسهل له البعض التجارة الحرام، ثم حوّل أمواله إلى لندن بعد أن استشار محاميه كيف يفعل فى ثروته بعد أن تضخّمت فأشار إليه بأن يفتح مكتبًا للمحاماة واستقر به المقام فى شقة بوسط القاهرة واتخذها ستارًا أو غسيلًا لأمواله الحرام، كما أشار إليه بضرورة تحويل أمواله كلها إلى لندن حتى تكون فى مأمن من الدولة أو القانون، ثم أشار إليه أيضًا بأن يقوم بشراء عدد من العوّامات القديمة ويجددها ويطورها، ثم يقوم ببيعها، فعمل بنصيحة محاميه أو مستشاره وباعتبار أن هذا الشخص عضة بمجلس الشعب آنذاك فاستغل عضويته أسوأ استغلال، وقص علىّ أحد الأصدقاء أن أيمن نور دعا عددًا من السياسيين لوليمة عشاء فى عوامته الخاصة، وجاء إليهم بالشيخ إمام، ليعزف على عوده لهم ويطربهم ويشدو لهم بأغانيه الوطنية، وبعد أن انتهى الشيخ إمام من أداء وصلته الطربية، وانتهى المدعوون من تناول عشائهم، اصطحب أحد العاملين الشيخ إمام إلى المطبخ ليتناول العشاء وحده، حيث إنه جاء ليطرب هؤلاء الساسة ويمتّعهم بالغناء أثناء تناولهم العشاء.

هذا موقف ربما لا يعرفه الكثير من المحيطين بأيمن نور، ورغم أن الساسة الذين تم دعوتهم على العشاء، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، إلا إنه يظل فى الذاكرة هذا الفعل الذى يدل على خِسة ونذالة فعله.. الشيخ إمام عيسى، الذى ملأ الدنيا طربًا ساخرًا سياسيًا، وذاع صيته فى أنحاء المعمورة بعد هزيمة 67، يصل به الحال أن يطرب بعض الساسة الذين هاجمهم وسخط عليهم فى أغانيه أثناء تناولهم العشاء على نيل القاهرة، ويصل به المقام إلى العشاء فى المطبخ بعد أن يتعشى أسياده هكذا عامل أيمن نور الفنان الراحل الشيخ إمام.

هذا موقف من مواقف كثيرة يعلمها أيمن نور ويتصور أنه المناضل الأكبر والأعظم..

وأقصّ عليكم أول انتخابات خاضها المناضل الثورى الحنجورى أيمن نور وكانت عن دائرة باب الشعرية ضد المرحوم سيد جلال وعمل معه فريق عمل شيطانى لم يجد بدًا من أن يفترى على منافسه وطلب من أحدهم أن يضع كتيبًا فى جيب جاكيت البدلة الداخلى، ثم يطلق عليه الرصاص واعدوا السيناريو كاملًا، ثم يعلق جاكت البدلة على كرسى السيارة بجوار السائق، ثم أطلق الرصاصة على الجاكت مصوبًا على الجانب الأيسر الذى به الكتيب واخترقت الرصاصة الزجاج واستقرت فى الكتيب.. وتم التوجه بعد ذلك إلى قسم باب الشعرية لعمل بلاغ ضد منافس أيمن نور، وأنه حاول اغتياله وكانت هذه الجريمة صباح يوم الانتخابات وأشاع أصحابه أن أيمن نور حاولوا اغتياله، وانقلبت موازين الدائرة، ونجح أيمن نور فى غفلة من الزمن وغفلة من المصوّتين وبعد أن انتهى هذا المشهد المسخرة.. ردد أحد الأصدقاء أن نور نجح برصاصة فى الكتاب.

هذا قليلٌ من أدوات النصب والاحتيال التى ارتكبها مَن يدعى الشرف والوطنية ويهرب بأموال المصريين إلى تركيا، متخذًا منها منصة لقذف مصر وشعبها بالأكاذيب والشائعات المضللة.

هل يستطيع مواطن أمريكى - مثلا - أن يذهب إلى الروس يشكو إليهم بلاده أو يهاجم بلاده من أرض غير الأراضى الأمريكية؟، أنا لا أعتقد ذلك، وإن حدث فالمؤكد أنه ستسحب جنسيته فورًا ويُحكم عليه بالخيانة العظمى.

سؤال آخر.. لا أعرف سببًا فى أن مصر تقف ضد هؤلاء الخونة مكتوفة الأيدى، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد.

يا سادة: نحن قلب العالم، نحن دولة ذات سيادة، نحن لا نحتاج إلى أوصياء، ويجب علينا أن نتخذ إجراءات رادعة وقوية تجاه الأعداء حتى لو كان هؤلاء الأعداء هم أبناء وطنى، وهنا تكون المصيبة أعظم، ولذلك يكون العقاب أعظم.

.. وتبقى كلمة:

لم يعد يخيل علينا أفعالكم المشبوهة. لقد ذقنا مرارة أطماعكم وأطماع أسيادكم، وسندافع عن وطننا بدمائنا وأرواحنا، وسيبقى سجلكم مليئًا بالخيانة والعار.