رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

ما لا شك فيه أن كرامة المصرى من كرامة بلدى مصر، والتى يتعين عليها صيانة كرامته وحقوقه بالخارج وتأمينها مهما بَعُدَت المسافات، لأن الدستور المصرى وُضِعَ للمصريين كافة لا فرق بين من هم فى الداخل أو الخارج، كما نص على احترام كرامة المواطن المصرى أينما كان وحَيْثَما حَلَّ، كما أن حماية أمن المواطنين مرتبط بالبعد الداخلى للأمن القومى حيث يلحق بهذا البعد ما ينتقل منها إلى الخارج بصفة مؤقتة ليمتد المجال الداخلى إلى خارج الحدود السياسية، فعندما ينتقل بعض المواطنين إلى خارج دولتهم، فإن أمنهم الداخلى يظل تابعًا، ومسئولية دولية توفير الحماية لهم ولمواقعهم.

فإقليم الدولة ليس هو المكان الوحيد الذى يمارس عليه رعايا الدولة نشاطهم، بل إنه فى جميع العصور تجاوز الناس حدود بلادهم وتنقلوا بين الأقاليم الأجنبية، وزادت تنقلاتهم مع ازدياد وتنوع وسائل النقل، ومع زيادة الروابط بين أعضاء المجتمع الدولى وتشابك مصالح أعضائه حرصت الدولة على حماية جميع المواطنين أينما وجدوا، ولقد تعددت الاتفاقيات الدولية التى نصت على عدم تعرض المواطن المهاجر للتعذيب أو إلقاء القبض عليه بغير وجه حق، وتنص أيضاً المادة (23) على أن: «يتمتع العمال المهاجرون وأفراد أسرهم بحق اللجوء إلى الحماية والمساعدة من السلطات القنصلية أو الدبلوماسية لدولة منشئهم أو بصفة خاصة للدولة التى تمثل مصالح تلك الدولة كلما حدث مساس بالحقوق المعترف بها فى هذه الاتفاقية، كما يخطر الشخص المعنى فى حالة الطرد بهذا الحق دون إبطاء، وتُيَسِّر السلطات القائمة بالطرد ممارسة هذا الحق».

بالأمس كان المصريون يشعرون بعدم حماية الدولة لهم أثناء تواجدهم بالخارج وتعرضهم للانتهاكات ولا يوجد رد فعل إزاء ذلك، أما اليوم فقد تفوقت مصر على جميع الدول فى حماية مواطنيها فى الخارج، فمصر الدولة الوحيدة التى حرصت على عودة المصريين المتواجدين بالصين حفاظًا على أرواحهم وليت الأمر توقف عند ذلك بل تكفلت الدولة بعودتهم وأيضاً تنقلاتهم الداخلية وطيلة فترة الحجر الصحى، كما طالب سيادة الرئيس بسرعة التدخل لإنهاء احتجاز 32 صياد مصرى فى اليمن وعودتهم على طائرة مصرية ما جعل كل مصرى فى الخارج يشعر بأن هناك دولة قوية تقف وراءهم وتسعى لحمايتهم والحفاظ على أرواحهم.

فمنذ سنوات كنت أحث الدولة على حماية المصريين فى الخارج والحفاظ على أرواحهم وضمان حقوقهم، من خلال رسالتى للدكتوراه التى كان موضوعها «الحماية الجنائية للمصريين والمصالح المصرية فى الخارج»، واليوم تحقق ما طالبت به حتى أصبحت ليس فقط مجرد رسالة دكتوراه بل واقع، فشكرًا للدولة المصرية المتمثلة فى سيادة الرئيس وجميع الأجهزة الأمنية على استعادة كرامة المصريين فى الخارج وأيضًا الحفاظ على أرواحهم، تحيا مصر برئيسها وجيشها وشعبها وجميع أجهزة الدولة.

 

 

[email protected]

كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية