على فين؟
لا أتحدث بالتأكيد عن نفق العروبة فى شارع صلاح سالم.. إنما أتحدث عن العروبة التى مازال البعض يتحدث عنها حتى الآن، وقد قاربت على دخول متحف التاريخ، فى غياب جامعة الدول العربية، وتشتت الدول الأعضاء، بين انقسامات وحروب وثورات.. ومن المصادفات الغريبة أن يكون حال العروبة، مثل حال نفق العروبة، كلاهما «غرق» فى شبر مية للأسف!
ذكرنى كاتب سعودى، اسمه خالد الزعتر، بكلام عن العروبة التى ضيعتها قطر، وباعتها لتركيا مرة، ولإيران مرة أخرى.. وقد أحسست أنه كلام غريب على الأذن.. أقصد الكلام عن العروبة.. وليس عن تضييع قطر لثروتها وعروبتها.. ورأى أن الحل هو الخلاص من نظام تميم، واقتلاعه من جذوره.. لأنه باع العروبة.. فأين كانت العروبة،عندما تآمر على العراق؟!
والبداية لم تكن منذ دخلت قطر فى مشكلة مع الرباعية العربية.. البداية كانت منذ ضرب صدام بحجة الحرب على الإرهاب، وامتلاك العراق للسلاح النووى.. فمنذ ذلك التاريخ نسينا العروبة.. كانت الجزيرة القطرية تشجع على ضرب صدام.. وكانت تشجع على ضرب غيرها من الدول.. وتمزقت الجامعة العربية بألاعيب عربية، وتم إخراج سوريا منها حتى الآن (!)
قطر باعت العروبة، وهذا صحيح، ودخلت الأمة العربية كلها نفق العروبة المظلم.. ولكنها ليست وحدها.. كل الدول الراعية للإرهاب بفلوس عربية.. وبأموال عربية.. كل الرؤساء العرب سقطوا بأموال عربية.. كل الدول العربية سقطت بأموال عربية.. ويمكنك أن تشير إليها.. من أول ليبيا واليمن وسوريا والعراق والسودان، وكانت المحاولة الفاشلة فى مصر!
وأتفق مع الكاتب خالد الزعتر أن تميم ينبغى أن يرحل.. عائلة تميم كلها ينبغى أن ترحل.. لأنه وضع الثروة العربية والأرض العربية، تحت أقدام الأتراك والإيرانيين.. وأتفق معه أيضًا فى الترحم على الشيخ زايد.. وأنه كان رمزًا عروبيًا لا يُنسى.. وكان مدرسة فى العروبة، حين قال إن النفط العربى، ليس أغلى من الدم العربى.. ومن الآن مثل الشيخ زايد رحمه الله؟!
وأرجو ألا تذهب دعوة «الزعتر» سدى، حين قال إن حل الأزمة القطرية بيد الشعب القطرى.. فالشعب هو من يملك «اقتلاع» هذه الأسرة من جذورها، والخلاص منها.. فلماذا لا يتحرك الشعب القطرى؟.. هل لأن الشعب ليس فى حاجة للثورة؟.. هل لأنه الأعلى دخلًا بين شعوب العالم؟.. وبالمناسبة الشعوب لا تتحرك لأنها فقيرة، ولكن لكى تحافظ على «كرامة الأوطان» أولًا!
حقيقة، قطر خانت عروبتها، وضيعتها ومسحت بها الأرض.. جعلتها تحت أقدام العسكر من كل لون.. أمريكان وأتراك وإيرانيين.. هكذا فعلت دون أن تطردها الجامعة العربية، بحجة احتمالات لم الشمل.. أو بحجة أنها تدفع حصتها فى الجامعة.. وللأسف دخلت العروبة نفق العروبة المظلم!