رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعيداً عن تفاصيل خطة ترامب؛ علينا جميعاً أن نعرف خلفيات شخصية مهندسها «جاريد كوشنر»، الذى تزوج إيفانكا ترامب فى احتفال يهودى فى 25 أكتوبر 2009، بعد أن اعتنق الاثنان الديانة اليهودية فى عام 2009، واصبحا من اليهود الأرثوذكس الحديثين، يراقبان يوم السبت اليهودى؛ ويواظبان على عيد الشفوعوت اليهودى. وهو المالك الرئيسى لشركة «كوشنر بروبرتى» وصحيفة «نيويورك أوبزيرفر»، التى اشتراها فى العام 2005؛ ونجل قطب العقارات الأمريكى تشارلز كوشنر؛ ولقد قام ترامب بتعيين صهره جاريد كوشنر مستشاراً له، كما أوكل إليه الكثير من المهام المتعلقة بالحرب على داعش وعملية السلام فى الشرق الأوسط.

ولكوشنر دور بارز فى ادارة ترامب مع روسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية وثمة تسجيلات له مع سيرجى كيسليام، السفير الروسى للولايات المتحدة، والأخرى مع سيرجى جوركوف، الذى يدير المصرف الحكومى الروسى والمقرب من بوتين ومع كل ما تسبب فيه كوشنر من مشاكل للبيت الأبيض ما زال موجوداً، بل وتجاوز الامر الى حد تكليف كوشنر بمسؤوليات واسعة فى ادارة ترامب، من اعادة هيكلة الحكومة الفدرالية وحتى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط. إنه أحد مخططى رحلة ترامب الى الخارج، التى جرت بسلاسة، خاصة فى الزيارة الى السعودية واسرائيل. والاهم أن لدى كوشنر خبرة فى تخطى الفضائح؛ فعندما كان كوشنر طالب قانون يبلغ 24 عاماً، تم سجن والده لإبلاغ خاطئ عن عائدات الضرائب، تقديم تبرعات انتخابية غير قانونية وللانتقام من شاهد. وتولى كوشنر ادارة شركات العائلة العقارية، اشترى صحيفة ذى اوبزيرفير، وهى صحيفة عقارات فى نيويورك، واشترى مبنى 666 فى شارع فيفث افينيو بقيمة 1.8 مليار دولار، وهى أكبر صفقة لشراء مبنى مكاتب فى نيويورك. وقام بكل ذلك بينما قام بزيارة والده فى السجن فى الباما بشكل أسبوعى، بل وعندما تورط كوشنر بديون نتيجة الصفقة فى فيفث افينيو، اتخذ خطوة مثل خطوات ترامب، وأعاد التفاوض حول التزاماته، فلقد كانت مديونية شركة كوشنر بلغت مئات الملايين من الدولارات بسبب المبنى (666) الواقع فى الجادة الخامسة من نيويورك، ما جعله يطرق أبواباً سياسية تخالط بعضها شبهات وتخضع لتحقيق فيدرالى، مما يهدد ليس فقط مستقبل كوشنر، وإنما أيضاً مستقبل ترامب نفسه.

وثمة شبهات فساد تطال كوشنر فقد عرفت عائلته بعلاقاتها الجيدة مع المسئولين السياسيين فى «إسرائيل»، ومع اللجنة الأمريكية للشؤون العامة الإسرائيلية. بل والمدرسة التى تلقى فيها أول دروس العنصرية كانت ترى أن الضفة الغربية المحتلة اسمها كما فى التوراة، «يهودا والسامرة». ورغم افتقر كوشنر لأساليب اللعبة السياسية، بحكم مسيرته المهنية فى مجال المال والأعمال، إلا أن شفيع صهر الرئيس ترامب فى خطة ترامب أنه يتمتع بعلاقات مالية عميقة مع «إسرائيل»؛ ومنذ الأيام الأولى لإدارة ترامب، تولى جاريد التحضير للخطة التى روّج لها ترامب، باعتبارها ستجلب السلام للشرق الأوسط وتنهى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. وسرعان ما بدأت علاقات كوشنر بإسرائيل تطفو على السطح، ففى يناير 2018 كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن صهر الرئيس ترامب يتمتع بعلاقات مالية عميقة مع «إسرائيل»، رغم مهمته المفترضة فى «التوسط لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط».

وعلى خطى عائلته ذاتها، سار كبير مستشارى البيت الأبيض فى علاقته مع «إسرائيل»، فأعاد طرح فكرة قديمة كان قد طرحها سابقاً آل جور، نائب الرئيس الأمريكى أيام جيمى كارتر، بناءً على مقولات شمعون بيريز فى كتابه «السلام فى الشرق الأوسط» ضد مشروع حل الدولتين.