رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الموضوع

 

 

 

فاجأ ترامب العالم فجر الأربعاء الماضى وبجواره نتنياهو من البيت الأبيض، بإطلاق خطة السلام الأمريكية، وسط غضب فلسطينى جارف وفرح إسرائيلى عارم، وترقب دولى حذر، وشجب عربى كالعادة على ذمة اجتماع طارئ صباح غد بالجامعة العربية، لينتهى إلى مجرد بيان فارغ لا يغنى ولا يسمن من جوع.

فى حقيقة الأمر، أن ما أطلقته واشنطن هو بمثابة ورطة للسلام وليس خطة كما أطلقت عليها، ودليلنا على ذلك يعود إلى عدة سنوات، ولم يكن وليدا للمعطيات المطروحة فى هذه الأيام.

أولا: التفريط العربى فى جنى ثمار معركة ١٩٧٣، حين حققت مصر والعرب انتصارا شهدت به معظم دول العالم، واهتزت أمامه الأكاديميات العسكرية، حين اصطف العرب جنودا وقادة واقتصادا وساسة، عندما استخدم البترول كسلاح عربى لحسم المعركة، فى حين أنه كان يمكن البناء على هذا النصر بصناعة قوة عربية مؤثرة، وسوق عربية مشتركة وجيش عربى واحد، فى وقت كانت التربة العالمية ممهدة لولادة هذا الكيان العربى.

ثانيا: لم يستغل العرب دعوة السادات لحل القضية الفلسطينية بالتزامن مع حل أزمة سيناء لوقف إراقة الدماء، وطرح الأراضى المسلوبة على مائدة التفاوض بدلا من شن المعارك من وراء الميكروفونات، فى الفنادق المكيفة.

ثالثا: جلوس العرب فى مقاعد المتفرجين على ما يحدث من تدمير للعراق فى حرب مصنوعة اتخذت من بلاد الرافدين مسرحا عسكريا لتجريب الأسلحة العالمية  بحجة التفتيش عن السلاح النووى فى بغداد كذريعة لتدمير العراق ثانى أكبر قوة عربية بعد مصر فى ذلك الوقت، بينما اكتفى العرب بالغناء  أمجاد يا عرب أمجاد.

 رابعا:  تسابق القادة العرب على ريادة الأمة العربية بفضل الدسائس والمؤامرات، لتكريس الانقسام والفرقة بين الأشقاء بهدف إضعاف قوتهم وتبديد وحدتهم.

خامسا: زراعة الربيع العربى الذى أزهر أشواكا غائرة فى التربة العربية، لم نزل حتى الآن نحاول اقتلاعها من سوريا وتونس واليمن وليبيا، بعد أن صارت أشلاء تنزف دون توقف، باستثناء مصر التى قرأت المشهد مبكرا وتمكنت بفضل قيادتها الحكيمة وجيشها القوى أن تنجو من هذا المخطط الشيطانى.

و بناءً على ما سبق، هل يجوز أن نقول إنها خطة أمريكية للسلام؟ .. وهى فى حقيقتها ورطة بكل المقاييس!