عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

لماذا لم يصدر بيان واحد من أى عاصمة عربية.. أو إسلامية.. ردًا على ما قاله الرئيس الأمريكى ترامب فى مؤتمره الصحفى الأخير.. وافترائه الصريح على كل المسلمين بتحميله لهم مسئولية إراقة دماء الفلسطينيين.. لأن المسلمين ـ على حد زعمه ـ أخطأوا بمعاداتهم لإسرائيل.. ودعوته لهم بتصحيح «أخطائهم ومجازفاتهم ضد الإسرائيليين»..؟!

قال ترامب: «آن الأوان للعالم الإسلامى أن يصحح الأخطاء التى اقترفها فى السابق، عندما هاجم إسرائيل».. و«آن الأوان للعالم الإسلامى أن يصحح الأخطاء».. وأضاف: «منذ ذلك الوقت فإن كمية الدم المراقة توسعت بشكل كبير بأسماء مختلفة.. والفلسطينيون كانوا الضحايا الأوائل فى تلك المغامرات والمجازفات.. وآن الأون أن ينتهى هذا فوراً»..!!

•• وسكت المسلمون!!

لم يستنكر أحدهم بجاحة ترامب.. وجهره بعدائه الواضح للمسلمين.. وللإسلام.. وهو ما لم يخل منه حديث له.. منذ أن كان مرشحا للرئاسة.. عندما صرح فى إحدى مقابلاته قائلًا: «نعم أعتقد أن الإسلام يكره الولايات المتحدة».. وهو ما أثار موجة من الانتقادات الغاضبة تجاهه.. داخل المجتمع الإسلامى وخارجه أيضاً.. ويومها أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا استنكاريا وصفت فيه تصريحات ترامب بأنها نظرة عدائية للإسلام.. ومن شأنها زيادة حدة التوتر داخل المجتمع الأمريكى الذى يضم نحو 8 ملايين مسلم.. ووصفت دار الإفتاء ما قاله ترامب من أن المسلمين يكرهون الأمريكيين بأنه «محض هراء».

وواصل ترامب عداءه الظاهر والمُعلن للمسلمين أيضاً بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.. حتى قيل عنه: «إن ذم المسلمين وتحميلهم مسئولية أفعال ليست لهم علاقة بها لم يكن مجرد شعار انتخابى لترامب.. بل كان عبارة عن استراتيجية اعتمدها بنجاح».. وانعكست على سلوكه كرئيس لأمريكا فى تعامله مع المسلمين.. وخاصة ما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى الذى تعامل معه كصراع ديني.. وليس سياسيا.. وهو ما تأكد بتصريحه الأخير عندما خاطب «العالم الإسلامي» بشكل عام وليس الفلسطينيين وحدهم محملا المسلمين «خطأ معاداة الإسرائيليين».. أو بالأصح «اليهود».. وللأسف مر هذا الكلام مرور الكرام ولم تُدِنْه أو تعترض عليه أية جهة أو مؤسسة أو دولة مسلمة..!!

•• وبالرغم من أن

ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو حاولا خداعنا وإيهامنا من قبل بأنهم «يحملون الخير للمسلمين».. عندما أعلن بومبيو فى خطاب ألقاه من داخل الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. زعم فيه أن «أمريكا قوة للخير فى الشرق الأوسط».. وهو ما فعله أيضاً الرئيس السابق باراك أوباما فى الخطاب الذى ألقاه من داخل جامعة القاهرة منتصف عام 2009.. ودغدغ به مشاعر البسطاء وهو يستشهد بآيات من القرآن الكريم تحض على السلام والتعايش السلمي.. ويتحدث عن «بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي».

إلا أن هذا الحديث الأبله لم ينطلِ علينا.. فما هو إلا امتداد لسياسات شاذة انتهجها الرئيس ترامب منذ بداية ولايته الرئاسية.. وتتسم بالتناقض الشديد بين ما يقوله فى خطابه الإعلامى و«تغريداته التويترية» وبين ما يفعله ويتخذه من سياسات وقرارات على أرض الواقع.

فهو.. ترامب.. الذى تعهد فى حملاته الانتخابية باتباع سياسة محايدة فيما يتعلق بإسرائيل والصراع العربى الإسرائيلي.. ثم ما لبث أن أعلن انحيازه التام لدولة الاحتلال بعد وصوله إلى البيت الأبيض.. وهو الذى تصدى بـ«الفيتو» الأمريكى لأى قرار أممى يحمل أى لهجة إدانة لإسرائيل.. وهو الذى قلب كل موازين هذا الصراع رأسا على عقب ومسح بجرة قلم كل ما بُذل من جهود سابقة لمحاولة حل هذه الأزمة الرئيسية بمنطقة الشرق الأوسط الأكثر اشتعالا فى العالم.. ونسف كل مرجعيات السلام السابقة من اتفاقيات وقرارات أممية.. وهو الذى أشعل نيران الفتنة فى قلوب مسلمى دول المنطقة السنيين.. ووضعهم على حافة حرب مدمرة مع إيران الشيعية.. باعتبار أن الإيرانيين هم عدوهم الحقيقى الذى يهدد بلادهم ويطمع فى ثرواتهم وأراضيهم.. وليس الإسرائيليين.

وها هو اليوم يجهر بعدائه التام للمسلمين.. جميعهم.. ويعلن انحيازه السافر لصهاينة إسرائيل.

•• السؤال:

ما الذى يريده الرئيس الأمريكى بهذا الخطاب الكاره والخبيث؟

والإجابة هي: أنه وإدارته يصبون المزيد من الزيت فوق نيران الصراع الدينى والمذهبى بين دول المنطقة ليحرقها كلها.. مستخدمين جيوش وأموال نفس هذه الدول.. بينما يرتدون هم مسوح «قوة الخير والسلام» التى لم ولن تليق بهم مهما حاولوا الكذب أو التصنع أو التمثيل.