عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

ما حدث بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة أمس الأول فى إحدى جلسات مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى.. لا ينبغى أبدًا فهمه فى إطار أزمة أو صدام.. بل هو ليس أكثر من سجال علنى ومباشر بين طرفين.. اتفقا على هدف واحد هو "تجديد الفكر الإسلامي" عنوان المؤتمر الذى ينظمه الأزهر نفسه.. أى أن الأزهر يتبناه كهدف.. لكنهما اختلفا حول المنهج والأسلوب.. وهذا وارد جدًا وصحى جدًا بين العلماء.. ومن أجله انعقد المؤتمر لمحاولة الوصول الى نقطة تلاقى بين المناهج المختلفة للتجديد.

إذا أردت فهما أكثر لذلك.. تأمل معى ملخص ما قاله الرجلان.

•• ماذا قال الدكتور الخشت؟   

قال :إن جميع الإصلاحيين المعاصرين بشأن الخطاب الدينى لم يقوموا بالعودة إلى الكتاب فى نقائه الأول.. بل عادوا إلى المنظومة التفسيرية التى أنتجتها ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية لعصور غير عصورنا.. واعتبروا أن كل الكتب القديمة هى كتب مقدسة.. وهى تمثل المرجعية النهائية فى فهم الدين.. مع أنها فى النهاية عمل بشرى.

وقال:  إن تجديد الخطاب الدينى لا يمكن أن يأتى من المؤسسات الدينية الكلاسيكية فى أية بقعة من العالم، إلا إذا كانت لديها القدرة على التخارج والتعلم من دائرة معرفية أخرى.

وقال: إنه لا يمكن تأسيس خطاب دينى جديد دون تكوين عقل دينى جديد.. وإن من أهم الشروط لتكوين عقل دينى جديد: إصلاح طريقة التفكير، وفتح العقول المغلقة وتغيير طريقة المتعصبين فى التفكير، والعمل على تغيير رؤية العالم وتجديد فهم العقائد فى الأديان ونقد العقائد الأشعرية والاعتزالية وغيرها من عقائد المذاهب القديمة.

وقال: إنه لابد من تأسيس خطاب دينى جديد، وليس تجديد الخطاب الدينى التقليدي.. وإن تجديد الخطاب الدينى عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر دينى جديد.

•• وماذا قال الطيب:

قال: إن هذا التراث الذى نهون من شأنه اليوم حمل مجموعة من القبائل العربية التى كانت متناحرة ولا تعرف يمينا من شمال فى ظرف 80 عاما إلى أن يضعوا قدمهم فى الأندلس وقدمهم الأخرى فى الصين لأنهم وضعوا أيديهم على مواطن القوة .. وإن هذا التراث خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ .. وإن تصوير التراث بأنه كان شيئا يورث الضعف ويورث التراجع هومزايدة على التراث .

وقال: إن مقولة التجديد مقولة تراثية وليست مقولة حدثية وهى موجودة فى كتب التراث والحدثيون يصدعوننا بهذا الكلام وهو مزايدة منهم لا أصل لها..  وإنها لحرب بين التراث والحداثة شيء مصنوع صنعا لتفويت الفرص علينا (المسلمين).. وإن هناك ماكينة خبيثة تدير نمط التفكير لدينا.

وقال: إن الفتنة التى حدثت بين الصحابة هى فتنة سياسية وليست دينية.. وإن السياسيين يختطفون الدين ليحققوا به أغراضا ومصالح شخصية تنأى عنها الدين.. وأن السياسة تختطف الدين اختطافًا فى الشرق والغرب حينما يريدون أن يحققوا غرضا لا يرضاه الدين.. وهذا ما حدث فى حرب الـ 30عاما والحروب الصليبية.. وما مبررات الكيان الصهيونى لكى يبقى فى بلاد الآخرين غير نصوص دينية فى التوراة يحرفونها ويزيفونها.

وقال: كل فترة نعقد (يعنى الأزهر) مؤتمرات وندوات نحاول فيها أن نبرهن أن الإسلام من الإرهاب براء، والإرهاب ليس من الإسلام، والكل يعلم هذا، فأصبحنا نُتهم ونحن من هذا كله براء.. وهذه معركة وعي.. ولسنا (أى الأزهر أيضا) بحاجة لندافع عن أنفسنا.

•• هذا تلخيص ما حدث

ومن الواضح أنه يمكن اعتباره خلافا حول "أجندة تجديد الخطاب الديني" وليس حول الهدف.. ولا نجد فيما قاله العالمان الجليلان أى غضاضة.. الدكتور الخشت يرفض فكرة "التجديد" ويدعو إلى "تأسيس جديد".. بينما ينبه الدكتور الطيب إلى خطأ اعتبار أن أزمة الفكر الدينى هى "أزمة تراثية" لكنها أزمة خلط بين الدين والسياسة.. وهو ما عبر عنه بقوله: "إن السياسة تختطف الدين اختطافا".. وهو بذلك يدعو الى ما يمكن اعتباره "تجديد الفكر السياسي" بالتوازى مع تجديد الفكر الدينى الذى يجب أن يُبنى على ما سبق تأسيسه بالفعل من تراث دون تشويه أو مزايدة على التراث.. لأن كتب التراث نفسها تتبنى فكرة التجديد وتدعو إليه.

•• هل ترى فيما قاله الرجلان خطأ أو تجاوزا أو افتراء على الدين والعلم؟.. لا أعتقد ذلك.