رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

من جديد.. وبمناسبة إعلان الرئيس الأمريكى ترامب تفاصيل «صفقته الوهمية» أو بالأصح «مؤامرته الانتخابية» مع شريكه الصهيونى نتنياهو لمحاولة ابتلاع كامل حقوق الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم إلى الأبد.. تعود «أبواق الخيانة» لتنفث سمومها فى آذان البسطاء حول وجود دور لمصر فى هذه المؤامرة.. وأن جزءًا منها هو إخلاء أراضى شمال سيناء ليتم «توطين فلسطينيى غزة على شريط من الأراضى المصرية، فى إطار تسوية نهائية للقضية الفلسطينية».. وهو ما سبق أن تعرضنا له مرارًا وتكرارًا.. وقلنا إنه ليس إلا وهم يعشش فى عقول هؤلاء الخونة.. ومحاولة خسيسة للإساءة للقيادة المصرية والتهوين من قيمة الحرب المقدسة التى يخوضها الجيش المصرى فى سيناء ضد جحافل وعصابات ومرتزقة الإرهاب. 

•• والغريب

إنهم يفعلون ذلك رغم الرد القاطع والحاسم من جانب القيادتين المصرية والفلسطينية على هذه الخزعبلات.. فالرئيس السيسى دائمًا ما يؤكد أنه لا سلام فى منطقة الشرق الأوسط إلا بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تحفظ لشعب فلسطين حقه فى إقامة دولته المستقلة «فوق الأراضى الفلسطينية» وعاصمتها القدس الشرقية.. فى إطار حل الدولتين».. أيضًا الفلسطينيون بكل طوائفهم أعلنوا رفضهم قبل المصريين لمسألة التوطين فى سيناء هذه.. باعتبار أنها مشروع إسرائيلى «خائب» يهدف إلى إجهاض المشروع الوطنى الفلسطينى القائم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى الفلسطينية.. وعاصمتها «القدس».. وعودة اللاجئين وليس إبعاد من بقوا داخل الوطن إلى أرض بديلة.. سواء فى سيناء أو الأردن

•• هذا الموقف

يتسق تمامًا مع الفهم الصحيح لطبيعة الصراع الذى يخوضه الفلسطينيون.. وأنه «صراع وطنى على الأرض داخل فلسطين.. وليس خارجها».. فالشعب الفلسطينى المناضل يخوض صراعًا تاريخيًا ضد عدو يحتل أرضه.. وهذا الشعب لا وطن له إلا فوق أرضه التى يناضل من أجل تحريرها.. وهو لن ولم يقبل حتى فيما جرى من مفاوضات سلمية إلا أحد حلين.. إما إقامة دولتين- إسرائيلية وفلسطينية- على الأرض الفلسطينية وليس خارجها.. أو إقامة دولة واحدة «ثنائية القومية» على أرض فلسطين أيضًا.. ويتشارك فيها الفلسطينيون والإسرائيليون السلطة والإدارة.. وهذا هو الحد الأقصى مما يمكن أن يقدمه الفلسطينيون من تنازلات وتضحيات.. وما ترضى به مصر.

أما ما هو دون ذلك من الترويج لمشروع القذف بالحل إلى خارج الحدود الفلسطينية، حيث الأرض البديلة فى مصر والأردن.. فهو ليس إلا وهمًا صهيونيًا من أوهام المشروع الاستعمارى التوسعى الإسرائيلى الهادف إلى ابتلاع كامل الأراضى الفلسطينية.. وفرض الأمر الواقع على شعبها.. وهذا حل مصيره الفشل بكل تأكيد.. لأنه من الغباء.. والجنون.. تصوُّر أن الفلسطينيين يمكنهم قبول فرض أى حل على حساب هويتهم الوطنية.

•• الموقف المصرى الصلب

دائمًا ما كان يقلق الإسرائيليين وأصدقاءهم صهاينة الفريق الرئاسى الأمريكى ومستشارى ترامب.. حتى إن كثيرًا من الكتاب والمحللين فى تل أبيب.. ومنهم «زيفى بارئيل» الكاتب فى صحيفة «هآرتس».. يعتبرون أن «صفقة القرن قد تعيش أو تموت فى القاهرة».. ما يعنى أن الصفقة قد ماتت بالفعل لأن ثوابت الموقف المصرى التى يعبر عنها الرئيس السيسى تنسفها من الأساس.. ولأن مصر تصر أن «أى إجراءات أو صفقات أحادية الجانب لن يكون لها جدوى» وأنها «لن تقبل بما يرفضه الشعب الفلسطيني».

•• والأهم هو أن المشروع الأمريكى  الإسرائيلى الوهمى يتحطم تمامًا أمام حقيقة أنه لا يوجد فى مصر أو فى الأردن من يمكنه قبول حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى بترحيل الفلسطينيين خارج أرضهم وباتجاه هاتين الدولتين.. وعلى حساب انتقاص السيادة المصرية أو الأردنية على «شبر واحد» من أراضى البلدين.. مهما كان الثمن.. كما أن الفلسطينيين أعلنوها مدوية مرارًا وتكرارًا: «إن كل الحلول التى تنتقص من حقوق الشعب الفلسطينى مرفوضة، وأن فلسطين للفلسطينيين ومصر للمصريين».. ببساطة نقول: إن هذه الصفقة الوهمية قد ماتت بالفعل قبل أن تولد فى خيال ترامب وعصابته وحلفائه الصهاينة.