رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

 

فوجئت أمس بأن هناك مزاداً لبيع منزل مصطفى النحاس فى سمنود.. لكن المفاجأة الأهم أن وزير الأوقاف أوقف المزاد وقال كلاماً عظيماً مفاده أن احترام الرموز المصرية التاريخية او المعاصرة أمر لا يقبل النقاش.. وفى هذا السياق فقد تعامل مع بيت رئيس وزراء مصر العظيم مصطفى النحاس باشا، وأوقف مزاد البيع.. وليس هذا فقط ولكنه قال سندرس الاستخدام الأمثل للبيت بالشكل الذى يحافظ على مصلحة الوقف ويحافظ على رمزيته ايضاً، وهو من الحسنات اللاتى يذهبن السيئات!

وفى تقديرى ان هذا القرار يكشف عن وعى كبير من وزير الأوقاف المصرى.. فهو لم يفرح بالعائد على وزارته من بيع المنزل التاريخى، ولكنه كان يكشف عن معدن مصرى أصيل، يقدر قيمة الرموز، ويعتبر أن الدولة هى صاحبة البيت وأنها هى التى تشتريه حين يكون البيع هو الحل.. لأن مصر أولى بأبنائها منهم..

وليس غريباً ان يصدر بياناً تاريخياً حين يقول « ندرس الاستخدام المثل للبيت، بما يحافظ على مصلحة الوقف ويحافظ على رمزيته ايضاً.. وأقترح على الوزير هنا ان يحول البيت الى متحف يحكى تاريخ الوفد وتاريخ واحد من رجالات مصر العظام، وهنا يحقق للوقف المصلحة ويحافظ على رمزيته.. وأعتقد أن تاريخ النحاس جزء من تاريخ مصر فى تلك الفترة من عمر مصر.. فقد حارب الانجليز وكان رئيس وزراء مصر فى العصر الملكى.. الذى عشقه المصريون لنظافته وحنكته السياسية وبساطته ايضا!

صدق وزير الاوقاف حين قال: إن النحاس رمز تاريخى.. لا يمكن ان يباع منزله ونحن احياء.. فنحن مازلنا على مرمى  حجر من التاريخ.. بعض منا شهود على تاريخ النحاس وبعض منا قرا عنه.. فكيف نفرط فى هذا التاريخ مقابل حفنة جنيهات؟.. وماذا يفعل أحفادنا الذين لم يسمعوا عنه؟.. ولذلك هذا مقال فى تحية وزير الأوقاف.. لأنه يعلم الأجيال القادمة كيف يتعاملون مع  الرموز المصرية؟.. فالنحاس لم يكن رمزاً وفدياً ولكنه رمز مصرى صميم.. والوفد ايضاً حزب للمصريين وليس للوفديين فقط.. وأتمنى أن يراعى الوفديون هذا المفهوم، حين يحتفلون بعيد الجهاد او ثورة 1919 باعتبارها اعيادا ً مصرية!

قرار بيع منزل النحاس لا يضير  النحاس نفسه ولا الوفديين.. إنما يضير الحريصين على القيم والرموز المصرية ، وبالتالى فإن قرار الوزير بوقف المزاد هو انتصار للقيم الوطنية.. ويستحق عليه كل تقدير واحترام.. ويستحق ايضاً ان نشيد به ونشير إليه من باب تعظيم القيم، ويمكنك أن تتفق مع الوزير او تختلف معه فى سياساته.. لكنك لا تملك إلا أن تحيى الوزير على هذا القرار العظيم!

وباختصار.. نحن فى حاجة إلى تعظيم القيم الوطنية فى زمن تحتاج فيه مصر الى التذكير ببطولات ابنائها عبر كل العصور وصولاً إلى هذا العصر، الذي نحارب فيه على كل الاتجاهات الاستراتيجية، لتحيا مصر!