رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

يبدو أن للثقافة والفنون شأنا آخر من منظور وزارة الأوقاف فلا يهمها فن أو ثقافة، ولا يهمها الارتقاء بمستوى شبابنا وانقاذهم من الاضمحلال الفكرى، وتصر وزارة الأوقاف على المشاركة فى تغييب العقول أكثر من غيابها على مستوى شباب هذا البلد.

لا يعقل أبدًا أن تعرض وزارة الأوقاف قصر النحاس باشا من ضمن أوقاف سيد بك عبدالعال للايجار من خلال مزاد علنى تحدد له جلسة الثلاثاء 21 من الشهر الحالى الذى يقام بمقر نادى نقابة المهندسين بالمحلة الكبرى.

وقد أثار هذا الإعلان حفيظة أبناء مدينة سمنود الغيورين على بلدهم وعلى رموز الوطن ونحمد الله فقد أخبرنى الدكتور ياسر الهضيبى أنه قام بالاتصال بالسيد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وأبلغه استياء الوفديين من تأجير قصر النحاس  فقرر الوزير الغاء المزاد والبحث عن بدائل أخرى كما أبلغنى الأستاذ الزميل وجدى زين الدين بأن وزير الأوقاف ألغى القرار.

وكنت قد كتبت فى نفس المكان عن رغبة الأستاذ أشرف المحلاوى أحد رجال الأعمال بسمنود وأحد مثقفيها وفنانيها فى التبرع مع مجموعة من رجال الأعمال بمبلغ مليونى جنيه يصل إلى 5 ملايين جنيه فى حالة تحويل قصر النحاس إلى قصر النحاس للثقافة والفنون لخدمة أبناء مدينة ومركز سمنود.

وتوجهنا بهذا النداء إلى وزارة الثقافة متضامنة مع وزارة الأوقاف لكن للأسف كما قال الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى.. ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ فى الرماد.

حقيقة الأمر أتمس العذر للأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بأنه لا يعلم شيئا عن أراضى الأوقاف وممتلكات الوزارة وأن هناك هيئة قابعة فى ميدان الدقى بها عدد كبير من الموظفين لا يهمهم  شيء سوى أموال وزارة الأوقاف.. ربما يكون هذا الاهتمام صحيحا ولكن ما أراه وأشاهده على أرض الواقع يتنافى تمامًا مع هذا الاهتمام فهناك فى ربوع مصر أراض كثيرة لا حصر لها ولا عدد تملكها وتابعة لوزارة الأوقاف وقد استولى عدد كبير من المواطنين على مئات الأفدنة على مرأى ومسمع من موظفى هيئة الأوقاف المفترض أنهم حماة أرض الوقف.

ولكن معالى وزير الأوقاف لايعلم كيف أن موظفى الهيئة غضوا الطرف عن استيلاء بعض المواطنين على ملك وزارة الأوقاف وإذا افترضنا حسن النية فى أنكم تشاهدون ضياع أرض الوقف أمام أعينكم فلماذا الاصرار على تدمير رموز الوطن من السياسيين وغيرهم.

فلا يعقل أبدًا أنكم لا تعرفون من هو الزعيم مصطفى باشا النحاس الذى تولى رئاسة وزراء مصر 6 مرات وألغى معاهدة 1936 وخاض معارك سياسية وعسكرية مع المستعمر الإنجليزى وكان آخرها معركة الإسماعيلية والتى اتخذ منها عيد الشرطة 25 يناير.

ألا يستحق هذا الزعيم أن يخلد اسمه فى مسقط رأسه سمنود وأن نجعل منزله رغم أنه لم يمكث فيه كثيرا رمزًا للثقافة والفنون، وأن يكون قصره منارة للعقول، وأن يكون سببا للحفاظ على شبابنا من المخدرات والبلطجة.

إن ما يحدث بمدينة سمنود هو حلقة جديدة من مسلسل الاهمال الذى أصاب المدينة التاريخية العريقة، التى تحولت إلى بؤرة للمخدرات والاتجار علنا ليلا ونهارًا دون خشية أو رادع ولا أعرف الأسباب الحقيقية للوصول إلى هذا المستوى من الاتجار فى المخدرات ربما لم يجدوا من يتصدى لهم ويطبق القانون لكنى على يقين أن إدارة مكافحة المخدرات ستقضى على هذه البؤرة قريبا، خاصة أن سمنود مصنفة عالميًا ضمن مسار العائلة المقدسة المهمة وقد مكثت العائلة أسبوعين بالمدينة وبها مشاهد مازالت قائمة بكنسية الشهيد أبانوب للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليهما السلام.

تصور أن هذا البلد الذى يزوره يوميًا سائحون أجانب للتبرك بمقعد العائلة المقدسة يدمر أهم معالمه وتراثه مثل قصر النحاس باشا ويعرضه للإيجار من خلال مزاد وربما يرسو المزاد على أحد التجار أو المستثمرين لتحويله إلى مقهى أو كافيه أو صالة أفراح وليالى ملاح دون النظر والاعتبار إلى اسم القصر وصاحبه الأول الزعيم الوطنى مصطفى باشا النحاس.

يا سادة إن أراضى الوقف بمصر نهيبة مستباحة فمن باب أولى أن نبحث عن هذه الأراضى ونحافظ عليها من اللصوص ووقتها ستعرف قدر هذه الأموال التى استولى عليها هؤلاء.

وتبقى كلمة: إن الدولة تعتمد فى القانون مبدأ المنفعة أو المصلحة العامة وتحت هذا تستطيع الدولة أن تنزع ملكية أى منزل أو أرض من أجل المنفعة العامة فى مقابل تعويض مادى إلى صاحب العين المستولى عليها.

أليس من نفس المنطلق ونفس القانون أن نضع ما يسمى بقصر النحاس باشا للمنفعة العامة، والتى يستفيد منها شباب سمنود ونستطيع التأثير فيهم بالفن والثقافة لخلق أجيال مثقفة محترمة خالية من المخدرات نظيفة.. أم نتركهم لقمة سائغة للبلطجة وتجار المخدرات.. إن دور أى وزارة المحافظة على مقدرات هذا البلد والشباب ضمن هذه المقدرات وركيزة أساسية للمستقبل فيجب الحفاظ عليهم ولا نبخل عليهم بقصر ثقافة.

< تحية="" وشكر="" للدكتور="" ياسر="" الهضيبى="" نائب="" رئيس="" حزب="" الوفد ="" والزميل="" الأستاذ ="" وجدى="" زين="" الدين="" رئيس="" التحرير="" لتواصلهما="" مع="" الأستاذ="" الدكتور="" محمد="" مختار="" جمعة="" لالغاء="" المزاد="" وبحث="" كيفية="" الاستفادة="" من ="" قصر="" النحاس="" باشا ="" وشكر="" موصول="" لمعالى="" وزير="" الأوقاف="" لتفهمه="" موقف="" أبناء="">